للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

مُحْرِمين، فمَرَّ بكعب رجل من جراد، فأخذ جرادتين فملهما [يعني: شواهما].

ولفظ المثنى عند عبد الرزاق قال: أخبرني يوسف بن ماهك، أنه سمع عبد الله بن أبي عمار [تحرف في المطبوع إلى: عبد الله بن عامر، وجاء في موضع آخر على الصواب، انظر: (٥/٣٩٧/٩٨٨٨ - ط التأصيل الثانية)، وهو طرف من هذا الأثر]، يخبر: أن معاذ بن جبل نهاهم عن أكل لحم الصيد، وهم حرم.

أخرجه عبد الرزاق (٥/١٤٤/٨٥٨٦ - ط التأصيل الثانية)، وإبراهيم الحربي في غريب الحديث (١/ ٣٣٠)، وابن حزم في المحلى (٥/ ٢٨٥).

وهذا موقوف بإسناد صحيح.

هـ قصر بعضهم بإسناده، فأسقط منه عبد الله بن أبي عمار:

• فرواه سعيد بن منصور [ثقة ثبت]: حدثنا هشيم [هشيم بن بشير: ثقة ثبت]: حدثنا أبو بشر [جعفر بن أبي وحشية: ثقة]، عن يوسف بن ماهك، قال: قال كعب: مررنا برجل من جراد ونحن محرمون، فعمد رجل منا إلى جرادتين فألقاهما في النار، ثم أكلهما، فلما قدمت على عمر بن الخطاب ذكرت ذلك له؛ فقال عمر: لعلك أنت هو؟ قلت: نعم، قال: فما نويت في نفسك؟ قلت: درهمين، فقال عمر: إنكم معاشر أهل حمص كثيرة دراهمكم، لتمرتين أحبُّ إليَّ من جرادتين، ثم قال: أمض الذي نويت في نفسك.

أخرجه سعيد بن منصور في سننه (٦/ ٤٠٦ - البدر المنير)، ومن طريقه: ابن حزم في المحلى (٥/ ٢٥٥).

• ورواه محمد بن فضيل عن يزيد عن إبراهيم، عن كعب؛ أنه مرت به جرادة فضربها بسوطه، فأخذها فشواها، فقالوا له، فقال: هذا خطأ، وأنا أحكم على نفسي في هذا درهماً، فأتى عمر، فقال: وإنكم أهل حمص أكثر شيء دراهم، تمرة خير من جرادة.

أخرجه ابن أبي شيبة (٩/٨٨/١٦٣٤٦ - ط الشثري).

قلت: هذا إسناد ضعيف، مع انقطاعه؛ إبراهيم بن يزيد النخعي عن كعب الأحبار: معضل؛ ويزيد بن أبي زياد الكوفي: ليس بالقوى؛ فيما آل إليه أمره، ومحمد بن فضيل متأخر السماع من يزيد [انظر: التهذيب (٩/ ٣٤٤). الميزان (٤/ ٤٢٣)] [راجع تفصيل القول في يزيد بن أبي زياد: فضل الرحيم الودود (٨/ ٣٠٠ - ٣١٠/ ٧٥٠)].

• ورواه أبو حنيفة، عن حماد، عن إبراهيم، قال: خرج كعب في رهط من أصحابه يريدون الحج، حتى إذا كانوا ببعض الطريق أهدي لهم لحم صيد صاده حلال وقد أحرموا، فقال كعب لامرأته بالرومية اصنعيه فاجبِدِي صَنعته، ثم ائت به، فلما جاءت به قال لأصحابه: كلوا، فأبوا أن يأكلوا، فلما أمسوا قعدوا يصطلون على نار لهم، فوقعت عليهم جرادة، فأخذها وهو ناس لإحرامه فألقاها في النار، فقال أصحابه: لحم صيد بالنهار، وجرادة بالليل، فتصدق بدرهم لكفارة الجرادة، فلما قدموا على عمر بن الخطاب ، فقصوا عليه القصة، فقال: صنعت ماذا؟ قال: أكلتُ ولم يأكلوا، قال: لو

<<  <  ج: ص:  >  >>