للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أخرجه مسدد في مسنده (٧/ ٨١/ ١٢٧٧ - مطالب)، وزكريا بن يحيى الساجي [عزاه إليه: ابن عبد البر في الاستذكار (٤/ ١٣٢)]، وعلقه أبو الشيخ في العظمة (٥/ ١٧٩٢).

قلت: ولا يثبت هذا، تفرد به سالم بن هلال عن أبي الصديق الناجي بكر بن عمرو، دون بقية أصحابه الثقات، وسالم بن هلال مجهول، مقل جداً، لا يُعرف بغير هذه الرواية، بيض له البخاري وابن أبي حاتم، وقال أبو حاتم: «مجهول»، وذكره ابن حبان في الثقات، فقال: «سالم بن هلال الناجي: يروي عن أبي الصديق الناجي، روى عنه يحيى بن سعيد القطان» [التاريخ الكبير (٤/ ١١٩) (٥/ ١٦١ - ط الناشر المتميز). الجرح والتعديل (٤/ ١٨٨). الثقات (٦/ ٤٠٩). الميزان (٢/ ١١٣). اللسان (٤/١٢). الثقات لابن قطلوبغا (٤/ ٤٠٢)].

قال ابن عبد البر في الاستذكار (٤/ ١٣٢): «ففي هذا الخبر: أن أول خلق الجراد كان من منخر حوت، لا أنه اليوم مخلوق من نثرة حوت؛ لأن المشاهدة تدفع ذلك، ويعضد هذا عن كعب ما ذكره: مالك، عن يحيى بن سعيد؛ أن عمر إذ حكم كعب في الجراد حكم فيها بدرهم، فقال له عمر: إنك لتجد الدراهم لتمرة خير من جرادة. ولو كان عنده من صيد البحر ما حكم فيه بشيء».

قلت: ثبت العرش ثم انقش؛ فإن هذا القول لا يثبت من حديث مرفوع، ولا من قول كعب نفسه، فقد ثبت عن كعب فيه الفدية، مما يدل على أنه كان عنده من صيد البر. فإن قيل: أليست رواية يحيى بن سعيد القطان عن سالم بن هلال هذا مما يقويه؟ لاسيما وقد كان يحيى بن سعيد يتدين بالحديث، ولا يروي منه إلا ما صح؛ فيقال: هذا هو الأصل؛ لكن لا يبعد أن يحيى بن سعيد لم يملك نفسه عن رواية هذا الأثر لشدة غرابته، أو لكونه أحسن الظن بسالم هذا؛ فالله أعلم، ولو كان هذا الرجل معروفاً: لما بيض له البخاري ولا ابن أبي حاتم، بل نص أبو حاتم على جهالته، والله أعلم.

قلت: وحاصل ما تقدم: أنه لا يثبت عن كعب الأحبار أنه قال: الجراد من صيد البحر، ولا أنه قال: الجرادُ نثرةُ حُوتٍ، ولا أنه قال: هو من صيد البحر، خرج أوله من منخر حوت، وإنما الذي ثبت عنه أنه قال في الجراد بالفدية، مما يدل على أنه كان يراه من صيد البر، والله أعلم.

* فقد روى مالك، عن يحيى بن سعيد؛ أن رجلاً جاء إلى عمر بن الخطاب، فسأله عن جرادة قتلها وهو محرم؟ فقال عمر لكعب: تعال حتى نحكم، فقال كعب: درهم، فقال عمر لكعب: إنك لتجد الدراهم لتمرة خير من جرادة.

أخرجه مالك في الموطأ (١/ ٥٥٥/ ١٢٤٩ - رواية يحيى الليثي) (ق ٦٣/ ب - موطأ ابن القاسم برواية سحنون) (٩٢٥ - ط مسك) (١٢٥٥ - رواية أبي مصعب) (٢/ ١٤٨/ ١٢٣٥ - رواية ابن بكير) (٥٩٢ - رواية الحدثاني).

وعنه: أشهب بن عبد العزيز في المدونة (١٩٨ - الرابع والخامس من كتاب الحج).

<<  <  ج: ص:  >  >>