أبو داود حديثاً واحداً، فذكر المرفوع عن أبي هريرة، والمقطوع على كعب، ثم قال: وقال عقيب الحديث الأول: هذا الحديث وهم. يعني:«أن الثاني هو الصحيح، والله أعلم».
قلت: بل كلاهما ضعيف، تفرد به ميمون بن جابان عن أبي رافع، ولا يحتمل منه.
كما اختلف في إسناده أيضاً على حماد بن زيد:
أ - فرواه محمد بن عيسى ابن الطباع [بغدادي، ثقة حافظ، من أعلم الناس بحديث هشيم، وله أوهام على حماد بن زيد، وقد غلطه أبو حاتم في إسناد حديث عن حماد، رفعه وهو موقوف، ووهمه أبو زرعة في إسناد آخر عن حماد. التهذيب (١٢/ ٢٠٤ - ط دار البر). علل ابن أبي حاتم (١٣٥١ و ١٤٠١ و ١٤٩٣ و ١٦٢٦ و ٢١٣٢). علل الدارقطني (٣/ ٦٠/ ٢٨٥) و (٧/ ١١٨/ ١٢٤٥) و (١٠/ ٦١/ ١٨٦٦) و (١١/ ١٢٢/ ٢١٦٢) و (١٤/١٩/٣٣٨٦)]: حدثنا حماد بن زيد، عن ميمون بن جابان، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، قال:«الجراد من صيد البحر».
ب - وقال الدارقطني وابن عبد البر بأن غير ابن الطباع يرويه عن حماد بن زيد، عن ميمون بن جابان، عن أبي رافع، عن أبي هريرة قوله، موقوفاً عليه.
قال الدارقطني:«وغيره يرويه عن حماد موقوفاً على أبي هريرة، وهو الصواب».
وقال ابن عبد البر عن الموقوف:«وهو أشبه بالصواب»، وقال عن الوجه الذي رواه ابن الطباع مرفوعاً:«وقد روي عن النبي ﷺ من وجه لا يحتج به».
١٨٥٤ - قال أبو داود حدثنا مسدد: حدثنا عبد الوارث، عن حبيب المعلم، عن أبي المهزم، عن أبي هريرة، قال: أصَبنا صِرْماً من جراد، فكان رجل منا يضرب [وفي نسخة: يضربه] بسوطه وهو محرم، فقيل له: إن هذا لا يصلح، فذكر ذلك للنبي ﷺ، فقال:«إنما هو من صيد البحر».
سمعت أبا داود يقول: أبو المهزم ضعيف، والحديثان جميعاً وهم.
حديث منكر
لم أقف على من رواه من طريق أبي داود. [التحفة (١٠/ ٢٥٣/ ١٤٨٣٢)، المسند المصنف (٢٦/٣٢/١٤٦٣٧)].
تابع أبا داود زياد بن الخليل [التُّسْتَري: لا بأس به. سؤالات الحاكم (١٠٣). علل الدارقطني (٨/ ١٠٨/ ١٤٣٣). تاريخ بغداد (٩/ ٥٠٧). الأنساب (١/ ٤٦٥). تاريخ الإسلام (٦/ ٧٥٢). الثقات لابن قطلوبغا (٤/ ٣٤٥)]، فقال: حدثنا مسدد [مسدد بن مسرهد: ثقة ثبت]: حدثنا عبد الوارث [عبد الوارث بن سعيد: ثقة ثبت]، عن حبيب