للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ولقصة الصعب بن جثامة طريق آخر:

• يرويه: أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي: حدثني عبد الله بن وهب [ثقة حافظ]: أخبرني يحيى بن أيوب، عن يحيى بن سعيد [الأنصاري: ثقة ثبت]، عن جعفر بن عمرو بن أمية الضُّمَري، عن أبيه، أن الصعب بن جثامة أهدى للنبي عجز حمار وحش وهو بالجحفة، فأكل منه، وأكل القوم.

أخرجه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (١/ ٣٢٥)، ومن طريقه البيهقي (٥/ ١٩٣).

قال البيهقي: «وهذا إسناد صحيح، فإن كان محفوظاً؛ فكأنه ردَّ الحيَّ، وقبل اللحم، والله أعلم».

وتعقبه الذهبي في المهذب في اختصار السنن الكبرى (٤/ ١٩٥٠): «قلت: بل هذا خبر منكر شاذ، ويحيى بن أيوب قد ضُعف، وله أحاديث منكرة، ولكنه من رجال الصحيحين».

وقال ابن حجر في الفتح (٤/٣٢): «واتفقت الروايات كلها على أنه ردَّه عليه إلا ما رواه ابن وهب، والبيهقي من طريقه؛ بإسناد حسن من طريق: عمرو بن أمية؛ أن الصعب أهدى للنبي عجز حمار وحش وهو بالجحفة فأكل منه وأكل القوم. قال البيهقي: إن كان هذا محفوظاً فلعله رد الحي وقبل اللحم. قلت: وفي هذا الجمع نظر لما بينته، فإن كانت الطرق كلها محفوظة فلعله رده حياً لكونه صيد لأجله، ورد اللحم تارة لذلك، وقبله تارة أخرى حيث علم أنه لم يُصد لأجله، ثم قال: ويحتمل أن يحمل القبول المذكور في حديث عمرو بن أمية على وقت آخر وهو حال رجوعه من مكة».

وساق العيني في نخب الأفكار (٩/ ٣٢١) كلام الذهبي، ثم قال: «وفي سنده أيضاً: يحيى بن سليمان الجعفي، قال النسائي: ليس بثقة، وقال ابن حبان: ربما أغرب، وأما يحيى بن أيوب الغافقي المصري؛ فقال النسائي: ليس بالقوي، وقال أبو حاتم: لا يحتج به، وقال أحمد: كان سيء الحفظ يخطئ خطأ كثيراً، وكذبه مالك في حديثين. فعلى هذا لا يشتغل بتأويل هذا الحديث؛ لأجل سنده، لمخالفته للحديث الصحيح، وقول البيهقي: وقبل اللحم؛ يرده ما في الصحيح أنه رده».

قلت: هذا حديث منكر؛ تفرد به عن الثقة الثبت يحيى بن سعيد الأنصاري المدني دون بقية أصحابه الثقات على كثرتهم: يحيى بن أيوب الغافقي المصري، وهو: صدوق سيئ الحفظ، يخطئ كثيراً، له غرائب ومناكير يتجنبها أرباب الصحاح، وينتقون من حديثه ما أصاب فيه وقد سبق ذكره مراراً في فضل الرحيم الودود، وانظر بعض أوهامه فيما تقدم معنا في السنن على سبيل المثال: الحديث رقم (١٥٨ و ٧١٨) و (١٣٣٣)، وما تحت الحديث رقم (٢٢٨ و ٣٣٥)، وانظر هناك ترجمته موسعة، كما أن له مناكير عن يحيى بن سعيد الأنصاري [انظر: علل ابن أبي حاتم (٤٠٩). الكامل لابن عدي (٩/ ٥٥). علل الدارقطني

<<  <  ج: ص:  >  >>