والمتروكين، ولم يذكر فيه سماعاً من عطاء، وشريك: صدوق، سيئ الحفظ، والراوي عنه: إسحاق بن يوسف الأزرق قديم السماع منه، فهو من صحيح حديث شريك [انظر: مسائل أبي داود (١٩٩٢). المدرج للخطيب (١/ ٤٥٤). التهذيب (٢/ ١٦٤). فضل الرحيم الودود (٨/٣٩٠/٧٦٥) و (١٠/ ٤٥٠/ ٩٩٦) و (٢٤/٢٥٩/١٧٥٥) و (٢٥/٣٢٣/١٧٩٢)].
قلت: المعروف في هذا الحديث: ما رواه جمع من الثقات، عن حماد بن سلمة، عن قيس بن سعد، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قلت لزيد بن أرقم: أما علمت أن رسول الله ﷺ أهدي له عُضْو صيد وهو مُحْرِمٌ فردَّه؟ قال: نعم. [وهو حديث صحيح، وهو حديث الباب (١٨٥٠)].
• ورواه سعيد بن عبد الرحمن التستري [الديباجي: شيخ للطبراني، روى عن جماعة من الثقات، لا يُدرى من هو؟ توضيح المشتبه (١/ ٥١٢)]: حدثنا علي بن حرب الموصلي [الطائي: ثقة]: حدثنا هارون بن عمران: حدثنا سليمان بن أبي داود، عن عطاء، عن ابن عباس، عن الصعب بن جثامة قال: مر النبي ﷺ وأنا بالأبواء، فأهديت له حمار وحش، فرده عليَّ، فلما رأى في وجهي الكراهية، قال: «إنه ليس بنا ردّ عليك، ولكنا حُرُم».
أخرجه الطبراني في الكبير (٨/ ١٠١/ ٧٤٤٤).
وهذا حديث مُنْكَر؛ سليمان بن أبي داود الحراني: منكر الحديث [اللسان (٤/ ١٥٠)]، والراوي عنه: هارون بن عمران الموصلي: ذكره ابن حبان في الثقات، وأكثر ما يُعرف بالرواية عنه: علي بن حرب الموصلي، فهو في عداد المجاهيل، وإن وُصِف بالفقه [الجرح والتعديل (٩/ ٩٣). الثقات (٩/ ٢٣٨). تاريخ الإسلام (١٤/ ٤١٦)].
• ورواه عبد العزيز بن الحسن بن بكر بن الشرود، قال: حدثني أبي، عن جدي، عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه وعطاء، قالا: حدثنا ابن عباس، قال: حدثني الصعب بن جثامة؛ أنه أهدى إلى النبي ﷺ حمار وحش حين نزل الأبواء.
أخرجه أبو بكر أحمد بن عمرو بن جابر الطحان الرملي [عزاه إليه: ابن ناصر الدين في النكت الأثرية (٤٨٦)].
قال ابن ناصر الدين: «تفرد به بكر - والله أعلم -، ورواية ابن مجاهد عن عطاء غريبة جداً، إنما يروى عن أبيه مجاهد بن جبر، وفي سماعه من أبيه كلام».
قلت: هذا حديث باطل، تفرد به عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر، وهو متروك، كذبه الثوري، ولم يسمع من أبيه [التهذيب (٢/ ٦٤٠)].
وتفرد به عنه: بكر بن عبد الله بن عطاء بن الشرود، يقال له: بكر بن الشرود، وهو: منكر الحديث، كذبه ابن معين، وعامة حديثه غير محفوظ [انظر: اللسان (٢/ ٣٤٦). ضعفاء العقيلي (١/ ١٤٩). الكامل (٢/٢٦). المجروحين (١/ ١٩٦). وغيرها]، وسُئِلَ الدارقطني عن عبد العزيز بن بكر بن الشرود؟ فقال: «هو وأبوه وجده: ضعفاء» [سؤالات السلمي (٢٠٢). الإرشاد (١/ ٢٧٩). اللسان (٥/ ١٩٦)].