يسكت، ثم يقول: هشام بن عروة، أو الأعمش، أو غيرهما، قلت: وهذا ينبغي أن يسمى تدليس القطع»، ولما ذكر ابن أبي حاتم عن أحمد تدليسه، حيث قال أحمد:«كان يدلس، سمعته يقول: حجاج وسمعته يعني: حديثاً آخر، كذا كان يدلس»، ثم سأل ابن أبي حاتم أباه عنه، فقال:«محله الصدق، ولولا تدليسه لحكمنا له إذا جاء بزيادة؛ غير أنا نخاف بأن يكون أخذه عن غير ثقة» [وانظر: طبقات ابن سعد (٧/ ٢٩١). الجرح والتعديل (٦/ ١٢٤). ضعفاء العقيلي (٣/ ١٧٩). الكامل (٦/ ٩٠). السير (٨/ ٥١٣). التهذيب (٣/ ٢٤٥)]، ولا يبعد عندي أن يكون دلسه عن حجاج.
وقد سأل ابن أبي حاتم أباه في موضعين من العلل (٢٨١ و ٤٧٤)، فقال:«سألت أبي عن حديث رواه عمر بن علي، عن أشعث بن سوار، عن بكير بن الأخنس، عن حنش بن المعتمر، عن وابصة بن معبد، عن النبي ﷺ: أنه صلى خلف الصف وحده … ؟
قال أبي: رواه بعض الكوفيين: عن أشعث، عن بكير، عن وابصة، عن النبي ﷺ.
قال أبي: أما عمر فمحله الصدق، ولولا تدليسه لحكمنا؛ إذ جاء بالزيادة، غير أنا نخاف أن يكون أخذه عن غير ثقة. وأشعث هو أشعث»، وقال ابن أبي حاتم في الموضع الأول:«يعني: أنه ضعيف الحديث، وهو أشعث بن سوار».
قلت: هكذا ذهب أبو حاتم إلى الحمل فيه على تدليس المقدمي مع ثقته، وليس على أشعث بن سوار، وهو ظاهر الضعف.
وأما عقبة بن مكرم أبو عبد الملك البصري العمي، فهو: ثقة، لكنه حدث به ابن صاعد ببغداد، سنة اثنتين وأربعين ومائتين يعني قبل وفاة عقبة بقليل، فهل وهم فيه عقبة؟ حيث لم يحمل هذا الحديث عنه أحد من أصحابه ممن تقدم سماعهم لحديثه، مثل: مسلم بن الحجاج، وأبي داود، والترمذي وابن ماجه، وأبي بكر الأثرم، ويعقوب بن سفيان، وابن أبي خيثمة، وأبي زرعة الدمشقي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعثمان بن سعيد الدارمي وابن أبي الدنيا، وعثمان بن خُرَّزاذ، وابن أبي عاصم، والبزار، ومحمد بن نصر المروزي، وإبراهيم بن الجنيد، وأبي يعلى الموصلي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وغيرهم كثير.
د - عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس:
• يرويه: الحسن بن خلف الواسطي الضرير [صدوق، مشهور بالرواية عن إسحاق الأزرق، وروى عنه البخاري حديثاً عن الأزرق في الصحيح متابعة (٤١٥٩)]، قال: حدثنا إسحاق [إسحاق بن يوسف الأزرق: ثقة]، عن شريك [شريك بن عبد الله النخعي القاضي]، عن حجاج، عن عطاء، عن ابن عباس؛ أن الصعب بن جثامة أهدى إلى رسول الله ﷺ وهو محرم عجز حمار، فردها، ولم يأكلها.
أخرجه البزار (١١/ ٨٤/ ٤٧٩٢).
قلت: هذا حديث منكر؛ حجاج بن أرطاة: ليس بالقوي، يدلس عن الضعفاء