مجاهد، عن ابن عباس، قال: أهدى الصعب بن جثامة إلى رسول الله ﷺ حمار وحش، فقال:«رُدُّوه إليه، إنا محرمون».
أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ٤٦٤/ ١٤٦٨٩ - ط عوامة)(٨/ ٣٤٣/ ١٥٠٨١ - ط الشثري). [المسند المصنف (١٠/ ٢٣٨/ ٤٨٥٧)].
قلت: وهذا حديث منكر؛ وهم فيه يزيد بن أبي زياد، فإن محمد بن فضيل متأخر السماع من يزيد، ويزيد بن أبي زياد الكوفي: ليس بالقوي؛ فيما آل إليه أمره، قال البرديجي:«روى عن مجاهد، وفي سماعه منه نظر، وليس هو بالقوي» [انظر: التهذيب (٩/ ٣٤٤). الميزان (٤/ ٤٢٣)] [راجع تفصيل القول في يزيد بن أبي زياد فضل الرحيم الودود (٨/ ٣٠٠ - ٣١٠/ ٧٥٠)].
• ورواه يحيى بن محمد [يحيى بن محمد بن صاعد: ثقة حافظ إمام، توفي سنة (٣١٨)]: حدثنا عقبة بن مكرم العمي أبو عبد الله البصري ببغداد سنة اثنتين وأربعين ومئتين: حدثنا عمر بن علي المقدمي، عن الحجاج، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، أن النبي ﷺ أهدي له شِقَّةُ حمار وحش، أو قال: أتي بشقة حمار وحش، وهي تقطر دماً، وهو على ماء يقال له: ذات الشقوق، فردها، أو قال: كرهها، وقال:«إنما اصطيد ونحن محرمون».
أخرجه أبو طاهر المخلص في الأول من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (٢٩٣ - المخلصيات).
قلت: هذا حديث منكر؛ وليس هذا من حديث الحكم عن مقسم، حيث تفرد به عن الحكم دون بقية أصحابه الثقات على كثرتهم حجاج بن أرطاة، وهو: ليس بالقوي، يدلس عن الضعفاء والمتروكين، ولم يذكر فيه سماعاً من الحكم، والحكم بن عتيبة إنما يروي هذا الحديث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
• فقد رواه عن الحكم بن عتيبة: اثنان من كبار الأئمة الثقات:
• رواه شعبة، عن الحكم بن عتيبة، قال: سمعت سعيد بن جبير، يحدث عن ابن عباس؛ أن الصعب بن جثامة أهدى إلى النبي ﷺ وهو بقديد وهو محرم عجز حمار، فرده رسول الله ﷺ، يقطر دماً.
• ورواه منصور بن المعتمر، عن الحكم بن عتيبة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ﵄، قال: أهدى الصعب بن جثامة إلى رسول الله ﷺ رجل حمار وحش، وهو بقديد، [والنبي ﷺ محرم]، فردَّه. [تقدم تخريجهما، وكلاهما عند مسلم].
وأما عمر بن علي المقدمي؛ فهو: ثقة، بصري، أصله واسطي، وقد نُقم عليه تدليس القطع، قال ابن حجر في طبقات المدلسين (١٢٣) عن المقدمي: «ثقة مشهور، كان شديد الغلو في التدليس، وصفه بذلك: أحمد وابن معين والدارقطني وغير واحد، وقال ابن سعد: ثقة، وكان يدلس تدليساً شديداً، يقول: حدثنا [وفي الطبقات: سمعت وحدثنا]، ثم