(١٤/ ٤٠٠/ ٣٧٥٣). فضل الرحيم الودود (١٧/ ٢٣٠/ ١٤٢٢) و (٢٣/ ٤٧٨/ ١٧٤١) و (٢٤/ ٤٩٢/ ١٧٧٠)]
ثم هو غريب من حديث ابن وهب، تفرد به دون أصحاب ابن وهب على كثرتهم: أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي الكوفي نزيل مصر، وهو وإن وثقه الدارقطني وغيره، وأخرج له البخاري وأكثر له عن ابن وهب لكن فيما توبع عليه، قال ابن حجر في هدي الساري (٢/ ١٢١٤): «لم يكثر البخاري من تخريج حديثه، وإنما أخرج له أحاديث معروفة من حديث ابن وهب خاصة»، وقال أبو حاتم:«شيخ»، وقال النسائي:«ليس بثقة»، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال:«ربما أغرب». [تاريخ الإسلام (١٧/ ٣٩٩). الميزان (٤/ ٣٨٢). التهذيب (٤/ ٣٦٣)]. وانظر في أوهامه: علل الدارقطني (٤/ ١٦٦/ ٤٩٠) و (٧/ ٢٢١/ ١٣٠٥) و (١٠/ ١٦٩/ ١٩٦١) و (١٤/ ٣٧٣١/ ٣٨٢)؛ فلا يحتمل تفرد مثله، وعليه فالنفس لا تطمئن إلى ثبوته عن ابن وهب، والله أعلم.
ويحسن في ختام هذا المبحث تلخيص ما صح من طرق حديث زيد بن أرقم، وحديث الصعب بن جثامة، والاقتصار منها على ما كان ظاهر الدلالة ويغني عن غيره:
• حماد بن سلمة، عن قيس بن سعد، عن عطاء، عن ابن عباس؛ أنه قال: يا زيد بن أرقم، هل علمت أن رسول الله ﷺ أهدي إليه عضو صيد فلم يقبله، وقال:«إنا حرم»؟ قال: نعم.
• ابن جريج، قال: أخبرني الحسن بن مسلم بن يناق، عن طاووس، عن ابن عباس ﵄، قال: قدم زيد بن أرقم، فقال له عبد الله بن عباس يستذكره: كيف أخبرتني عن لحم صيد أهدي إلى رسول الله ﷺ وهو حرام؟ قال: قال: أهدي له عضو من لحم صيد فرده، فقال:«إنا لا نأكله، إنا حرم».
• مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عبد الله بن عباس، عن الصعب بن جثامة الليثي؛ أنه أهدى لرسول الله ﷺ حمارا وحشيا وهو بالأبواء أو بودان، فرده عليه رسول الله ﷺ، فلما رأى رسول الله ﷺ ما في وجهي، قال:«إنا لم نرده عليك؛ إلا أنا حرم».
• معمر بن راشد، وشعيب بن أبي حمزة، ويونس بن يزيد الأيلي، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وصالح بن كيسان، والليث بن سعد، وابن أبي ذئب، وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر، وابن جريج، وابن أخي الزهري، وعبد الرحمن بن إسحاق، ومحمد بن عمرو بن علقمة:
عن الزهري، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة؛ أن عبد الله بن عباس ﵄ أخبره؛ أنه سمع الصعب بن جثامة الليثي - وكان من أصحاب النبي ﷺ، يخبر أنه أهدى لرسول الله ﷺ حمار وحشي وهو بالأبواء أو بودان، وهو محرم، فرده، قال صعب: فلما عرف في وجهي رده هديتي؛ قال:«ليس بنا رد عليك، ولكنا حرم». لفظ شعيب.