تصريح بذلك، وكذا نقلوا هذا التأويل عن مالك، وهو باطل؛ لأن الروايات التي ذكرها مسلم صريحة في أنه مذبوح».
• قلت: وكلام القرطبي والنووي هنا جيد، ففيه الجمع بين روايات حديث الصعب، وفيه حمل المطلق على المقيد، والزهري لما رواه عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس، قال: أهدى له حمار وحش، هكذا أطلق، فلما سأل ابن جريج الزهري، قال: «قلت لابن شهاب: الحمار عقير؟ قال: لا أدري»، هكذا نفى الزهري علمه بذلك، ولم يكن نفياً لحقيقة ما كان عليه الأمر، وإنما أراد أن يقول: لا علم لي بذلك، ومن علم وحفظ وأثبت وفصل: حجة على من نفى وأجمل، وقال: لا أدري، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
• ورواه المعتمر بن سليمان [ثقة]، وجرير بن عبد الحميد [ثقة]:
عن منصور بن المعتمر، عن الحكم بن عتيبة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ﵄، قال: أهدى الصعب بن جثامة إلى رسول الله ﷺ رجل حمار وحش، وهو بقديد، [والنبي ﷺ محرم]، فرده. لفظ المعتمر [عند مسلم، والطحاوي، وأبي نعيم].
ولفظ معتمر وجرير [عند الطبراني، مقروناً بحديث شعبة عن الحكم]: أن الصعب بن جثامة أهدى إلى رسول الله ﷺ وهو محرم بقديد، فردها، يقطر دماً.
ولفظ جرير [عند النسائي]: قال: أهدى الصعب بن جثامة إلى رسول الله ﷺ رجل حمار وحش تقطر دماً، وهو محرم، وهو بقديد؛ فردها عليه.
أخرجه مسلم (٥٤/ ١١٩٤)، وأبو عوانة (٧/ ٨١/ ٧٣٨٠ - إتحاف)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٣/ ٢٨١/ ٢٧٣٥) [وبمتنه تحريف]، والنسائي في المجتبى (٥/ ١٨٤/ ٢٨٢٢)، وفي الكبرى (٤/ ٨٠/ ٣٧٩١)، والطحاوي في شرح المعاني (٢/ ١٧١/ ٣٨٠١)، والطبراني في الكبير (١٢/٢٦/١٢٣٦٧)، والبيهقي (٥/ ١٩٣). [التحفة (٤/ ٣١٩/ ٥٤٩٩)، الإتحاف (٧/ ٨١/ ٧٣٨٠)، المسند المصنف (١٠/ ٢٣٨/ ٤٨٥٧)].
وهذا حديث صحيح ثابت، وقد دل على أن الحمار كان مذبوحاً، ولم يكن حياً.
••• غالب أبو الهذيل، عن سعيد بن جبير:
• رواه محمد بن يوسف الفريابي [ثقة من الطبقة الثانية من أصحاب الثوري، من المكثرين عنه، وروايته عن الثوري في الصحيحين] [وقد اشتهر عن الفريابي]، ومحمد بن عمر الواقدي [متروك، متهم]:
عن سفيان الثوري، عن غالب أبي الهذيل، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ أن الصعب بن جثامة أهدى لرسول الله ﷺ حمار وحش وهو محرم، فرده، وكان مذبوحاً. لفظ الفريابي [عند النسائي، والطحاوي].
ولفظ الواقدي [عند الإسماعيلي]: قال: كان الحمار الذي أهدى الصعب بن جثامة إلى رسول الله ﷺ مذبوحاً.