للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

حيث قد رواه عن شعبة بالوجهين جماعة من ثقات أصحابه، لكن أن يُعتمد عليه في مخالفة جمهور أصحاب شعبة في متن الحديث؛ فلا، فإن عامة أصحاب شعبة قد رووه عنه بألفاظ مختلفة تدل على كونه كان حماراً عقيراً؛ كما دل عليه لفظه عند الطحاوي، خلافاً لما زعمه البيهقي، كما يبدو أن لفظة: «إني حرام»، شاذة أيضاً، رواه أصحاب شعبة بدونها، والله أعلم.

وقد ساق الطحاوي هذا الحديث ورواية أبي الهذيل عن سعيد بن جبير قبله، ثم قال: «ففي هذا الحديث أن ذلك كان مذبوحاً، وقد رده رسول الله لأنه حرام. وقد روي أيضاً عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ؛ أنه كان عجز حمار وحش، أو فخذ حمار».

• ورواه سفيان بن حبيب [بصري ثقة، كان عالماً بحديث شعبة، قاله: ابن المديني والفلاس عن يحيى القطان]، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم بن عتيبة، وحبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ أن الصعب بن جثامة أهدى للنبي حماراً وهو محرم؛ فرده عليه.

أخرجه النسائي في المجتبى (٥/ ١٨٥/ ٢٨٢٣)، وفي الكبرى (٤/ ٨١/ ٣٧٩٢)، وفي الرابع من الإغراب (١١٨). [التحفة (٤/ ٣١٩/ ٥٤٩٩)، المسند المصنف (١٠/ ٢٣٨/ ٤٨٥٧)].

قلت: وهذا حديث صحيح، ولا يلزم منه نفي كون الحمار مذبوحاً، أو أنه أهدى إلى النبي بعضاً منه، مثل العجز، أو الرجل، ونحوه؛ فإن الزيادة الدالة على كون الحمار مذبوحاً قد توارد عليها عامة من روى هذا الحديث عن سعيد بن جبير، والله أعلم.

إلا أن البيهقي رجح في السنن من حديث شعبة عن حبيب، أنه قال فيه: «حمار وحش»، كما وقع له من رواية أبي داود الطيالسي، وقد سبق أن بينت أن جماعة من أصحاب شعبة رووه بما يدل على خلاف ذلك، وأن الحمار كان مذبوحاً.

وقال البيهقي في المعرفة (٧/ ٤٢٦): «واختلف فيه على حبيب بن أبي ثابت، والحكم بن عتيبة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، والمحفوظ عن حبيب: حمار وحش، وعن الحكم عجز حمار، وقيل: عن حبيب، كما قال الحكم».

• ورواه محمد بن عمران بن أبي ليلى [ثقة]: حدثني أبي: ثنا ابن أبي ليلى، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ، قال: أهدى الصعب بن جثامة إلى النبي عجز حمار يقطر دماً، فردَّه، وقال: «إنا حُرُم».

أخرجه الطبراني في الكبير (١٢/١٨/١٢٣٤٣).

قلت: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: ليس بالقوي، كان سيئ الحفظ جداً، كثير الوهم، غلب عليه الاشتغال بالفقه والقضاء؛ فلم يكن يحفظ الأسانيد والمتون [انظر: التهذيب (٣/ ٦٢٧). الميزان (٣/ ٦١٣)].

<<  <  ج: ص:  >  >>