حدثنا ابن عيينة، [قال:] سمعناه من الزهري - عوداً وبَدءاً - عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، قال: أخبرني الصعب بن جثامة، قال: مر بي رسول الله ﷺ وأنا بالأبواء أو بودان، فأهديت له حمار وحش، فردَّه عليَّ، فلما رأى في وجهي الكراهية، قال:«إنه ليس بنا ردّ عليك، ولكنا حُرُم». لفظ الحميدي [عند البيهقي]، وكذا لفظ ابن أبي شيبة وهشام [مقرونين عن ابن ماجه]، دون قوله: عوداً وبدءاً. وكذا لفظ ابن الصباح وزياد ويوسف [مقرونين عند السراج].
ولفظ ابن أبي شيبة في مصنفه [في مصنفه]: أهديت إلى رسول الله ﷺ بالأبواء أو بودان حمار وحش، وهو محرم، قال: فرده، وقال:«إنه ليس بنا ردّ عليك، ولكنا حُرُم».
ولفظ يوسف بن موسى [عند المحاملي] مطولاً، وعند أبي نعيم الحداد مختصراً [مختصراً بقصة الصيد]: أخبرنا الصعب بن جثامة؛ أن النبي ﷺ مر به، فأهدى له حمار وحش، فرده عليه، فلما رأى الكراهية في وجهه، قال:«إنه ليس بنا ردّ عليك، ولكنا حُرُم». وسمعته: سئل عن أهل دار المشركين يُبيَّتون فيُصاب من نسائهم وذراريهم؟ فقال:«هم منهم». وقال:«لا حمى إلا لله ورسوله».
أخرجه ابن ماجه (٣٠٩٠)، وابن أبي شيبة (٨/ ٣٤٢/ ١٥٠٧٨ - ط الشثري)(٨/ ٤٦٣/ ١٤٦٨٦ - ط عوامة)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء زاهر الشحامي (٢٣٩٩ و ٢٤٠٠)، والطحاوي في اختلاف العلماء (٢/ ١٢٦ - اختصار الجصاص)، والمحاملي في الأمالي (٢١٨ - رواية ابن مهدي)، والبيهقي (٥/ ١٩٢)، وأبو نعيم الحداد في جامع الصحيحين (٢/ ٢٩٥/ ١٣٥٧). [التحفة (٤/٣٩/٤٩٤٠)، المسند المصنف (١٠/ ٢٣٨/ ٤٨٥٧)].
وهذا حديث صحيح، وهذا يؤكد أن سفيان بن عيينة كان يرويه عن الزهري مثل جماعة الثقات من أصحابه: مالك، ومعمر، وشعيب، والزبيدي، ويونس، وصالح بن كيسان، والليث بن سعد، وغيرهم، ثم لم يلبث بعد ذلك أن زاد فيه، وقال: لحم حمار وحش.
قال البيهقي:«كذا وجدته في كتابي، وهو سماع الحميدي عن سفيان فيما خلا، ثم اضطرب فيه بعد؛ أخبرنا أبو الحسين ابن الفضل القطان: أخبرنا عبد الله بن جعفر: حدثنا يعقوب بن سفيان، قال: قال أبو بكر الحميدي: وكان سفيان يقول في الحديث: أهديت لرسول الله ﷺ لحم حمار وحش، وربما قال سفيان: يقطر دماً، وربما لم يقل، وكان سفيان فيما خلا ربما قال: حمار وحش، ثم صار إلى: لحم؛ حتى مات».
(١٥) ورواه جرير بن عبد الحميد [كوفي، ثقة]، وأحمد بن خالد الوهبي [حمصي، صدوق]:
ثنا محمد بن إسحاق [صدوق]، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، عن الصعب بن جثامة، قال: أهديت لرسول الله ﷺ رجل حمار وحشي، وهو بودان فردها عليَّ، فلما رأى ما بوجهي؛ قال:«إنا لم نرده عليك إلا أنا حُرُم».