ومن قال فيه: صُدتُ له؛ فقد وهم، ومن قال فيه: شِقُّ حمار وحشي؛ فقد وهم.
(١٤) ورواه الحميدي، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو خيثمة زهير بن حرب، ويحيى بن يحيى النيسابوري، وعمرو بن محمد الناقد، ومحمد بن يوسف الفريابي، ويونس بن عبد الأعلى، وأحمد بن منيع، وإبراهيم بن بشار الرمادي، وعبد الجبار بن العلاء، وعبد الله بن محمد الزهري، وسريج بن يونس، وعبد الرحيم بن منيب المروزي، ومحمد بن سعد، والزبير بن بكار، وعبد الله بن هاشم الطوسي، وأبو أحمد بشر بن مطر الواسطي [وهم ثقات، وفيهم جماعة من أثبت الناس في ابن عيينة، وأكثرهم عنه رواية]:
حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة؛ أنه سمع ابن عباس، يقول: أخبرني الصعب بن جثامة، قال: أهديت لرسول الله ﷺ لحم حمار وحش، وهو بالأبواء أو بودان، فردَّه عليَّ، فلما رأى الكراهية في وجهي، قال: «إنه ليس بنا ردّ عليك، ولكنا حُرُم». قال الحميدي: وكان سفيان ربما جمعهما مرة في حديث واحد وربما فرقهما، وكان سفيان يقول: «حمار وحش»، ثم صار إلى: «لحم حمار وحش». لفظ الحميدي [في مسنده].
ولفظ الحميدي [عند عبد الله بن أحمد (٤/ ٧٣)]: أخبرني الصعب بن جثامة الليثي قال: سمعت رسول الله ﷺ: وسئل عن أهل الدار من المشركين فيبيتون فيصاب من نسائهم وذراريهم؟ فقال رسول الله ﷺ: «هم منهم».
وسمعت رسول الله ﷺ يقول: «لا حمى إلا الله ولرسوله».
وأهديت لرسول الله ﷺ لحم حمار وحشي وهو بالأبواء أو بودان، فردَّه عليَّ، فلما رأى الكراهية في وجهي، قال: «إنه ليس بنا ردَّ عليك، ولكنا حُرُم».
قال سفيان: فحدثنا عمرو بن دينار، بحديث الصعب هذا عن الزهري، قبل أن نلقاه، فقال فيه: «هم من آبائهم». فلما قدم علينا الزهري، تفقدته، فلم يقل: وقال: «هم خير منهم».
ولفظ أحمد [في مسنده]: عن الصعب بن جثامة، قال: مر بي رسول الله ﷺ وأنا بالأبواء أو بودان، فأهديت له من لحم حمار وحش وهو محرم، فرده علي، فلما رأى في وجهي الكراهة قال: «إنه ليس بنا ردّ عليك، ولكنا حُرُم».
وسمعته يقول: «لا حمى إلا لله ولرسوله».
وسئل عن أهل الدار من المشركين يُبيَّتون فيُصاب من نسائهم وذراريهم؟ فقال: «هم منهم». ثم يقول الزهري: ثم نهى عن ذلك بعد.
ورواه بالأطراف الثلاثة أيضاً: زهير [عند عبد الله بن أحمد (٤/ ٧١)]، وعبد الجبار [عند ابن حبان]، والزبير بن بكار، وعبد الله بن محمد الزهري [مقرونين عند الطوسي]، والزبير [عند ابن البهلول]، وسريج بن يونس، وابن منيع [مقرونين عند البغوي، وفي آخره: «اقتلوهم؛ فإنهم منهم»]، وبشر بن مطر [عند ابن البخاري].