عن الصعب بن جثامة، أنه أتى النبي ﷺ بحمار وحش، فرده عليه، وقال: «إنا حرم لا نأكل الصيد». هكذا قال في هذا الإسناد: بحمار وحش.
ورواه إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب كما قدمنا ذكره، وهو أولى بالصواب عند أهل العلم».
قلت: الحديث محفوظ عن حماد بن زيد بالوجهين: حماد، عن صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن الصعب. وإن كان حماد قد أخطأ فيه على صالح. ومحفوظ أيضاً: عن حماد، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، عن الصعب. رواه عنه بالوجهين جميعاً: عبيد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن سليمان بن حبيب لوين، وأبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي [وهم ثقات]، وسيأتي ذكره في طريق عمرو بن دينار عن ابن عباس.
(١٣) ورواه محمد بن عمرو بن علقمة [ليس به بأس]، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن الصعب بن جثامة، قال: كان يحدث عن رسول الله ﷺ، ثلاثة أحاديث، قال: سألت رسول الله ﷺ، عن أولاد المشركين أن نقتلهم معهم؟ قال: «نعم، فإنهم منهم»، ثم نهى عنهم يوم حنين.
وقال رسول الله ﷺ: «لا حمى إلا لله ولرسوله».
قال: فصدتُ له حمار وحش بالأبواء وهو محرم، فرد ذلك، فعرف ذلك في وجهي؛ فقال رسول الله ﷺ: «إنا لم نرده عليك إلا أنا حُرُم».
أخرجه ابن حبان (١١/ ١٠٨/ ٤٧٨٧)، قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون [محمد بن أحمد بن عبد الله بن أبي عون الرياني: ثقة. تاريخ بغداد (٢/ ١٤٩). الأنساب (٦/ ١٠٥). السير (١٤/ ٤٣٣). الثقات لابن قطلوبغا (٨/ ١٣٣)]، قال: حدثنا أبو عمار [الحسين بن حريث المروزي: ثقة]، قال: حدثنا الفضل بن موسى [السيناني: مروزي، ثقة]، عن محمد بن عمرو به.
قلت: هكذا قال الفضل بن موسى، عن محمد بن عمرو: فصدتُ له، فوهم في ذلك، والصواب: أهديت؛ كما رواه بقية الثقات عن محمد بن عمرو.
• فقد رواه النضر بن شميل [ثقة ثبت]، وخالد بن عبد الله الواسطي [ثقة ثبت]، ويعلى بن عبيد الطنافسي [ثقة يحفظ]، ومحمد بن عبد الله الأنصاري [ثقة]، وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف [صدوق]، وأبو زيد سعيد بن أوس بن ثابت [صدوق]:
عن محمد بن عمرو، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، عن الصعب بن جثامة الليثي قال: كان يحدث عن رسول الله ﷺ أحاديث، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا حمى إلا لله ولرسوله».
قال: وأهديت لرسول الله ﷺ حمار وحشي وهو محرم، فرده عليَّ، فعرف ذلك في وجهي، فقال: «إنا لم نردَّه عليك، إلَّا أنا حُرُم».