وليس فيه ذكر بيض النعام، وقد سبق ذكر بيض النعام من حديث عبد الله بن الحارث عن علي بن أبي طالب، ولا يثبت أيضاً.
وإسحاق بن عيسى بن نجيح البغدادي، ابن الطباع: صدوق، روى عن مالك أشياء خالف فيها أصحابه، ولم يتابع عليها.
• ورواه محمد بن حميد [الرازي: حافظ، أجمع أهل بلده على ضعفه، وكذبه بعضهم، وهو كثير المناكير]: ثنا هارون بن المغيرة [البجلي الرازي: ثقة]: ثنا عمرو بن أبي قيس [الرازي: ليس به بأس]، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن محمد بن زيد، أن النبي ﷺ أتي بلحم صيد؛ فردَّه، وقال: «إنا حُرُم».
أخرجه أبو حاتم الرازي في الوحدان [عزاه إليه]: ابن منده في معرفة الصحابة، وأبو نعيم في معرفة الصحابة، وابن حجر في الإصابة [(١٠/٢٦)]، والحسن بن سفيان النسوي [عزاه إليه: السيوطي في الجامع الكبير (٢٢/ ٦٦/ ٥٥٠)]، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (١/ ١٨٨/ ٦٨٢)
قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٧/ ٢٥٥): «محمد بن زيد: روى عن النبي ﷺ؛ أنه أهدي إليه لحم صيد، وهو محرم. روى عنه: عطاء بن أبي رباح». وبه ترجم ابن عبد البر في الاستيعاب (٣/ ١٣٧٠)، ولم يزد على ذلك شيئاً.
وقال أبو نعيم في المعرفة (١/ ١٨٧): «ومحمد بن زيد الأنصاري: أخرج عنه أبو حاتم الرازي في الوحدان»، ثم ساق له هذا الخبر، من طريق الحسن بن سفيان: ثنا محمد بن حميد به، وقال: «رواه أبو حاتم»، قلت: ويحتمل أن يكون أبو حاتم أسنده من وجه آخر عن ابن أبي ليلى، والله أعلم.
وقال أبو موسى الرعيني في الجامع لما في المصنفات الجوامع (١/١٨/١٢٥) بعد أن ترجم لمحمد بن زيد الأنصاري، وعزاه لمعرفة الصحابة لابن منده، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم، والاستيعاب لابن عبد البر، ثم عزا لابن منده قوله، وبعضه لأبي نعيم، قال ابن منده: «أخرجه أبو حاتم الرازي في الوحدان، وهو وهم، حدث ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن محمد بن زيد قال: أهدي لرسول الله ﷺ لحم صيد فأبى أن يأكله.
رواه قيس بن سعد، عن عطاء، عن ابن عباس. ورواه ابن جريج عن عطاء مرسلاً».
وترجم له ابن حجر في الإصابة (١٠/٢٦)، ثم ساق كلام الرعيني عن ابن منده، ثم ذكر طريق حماد بن سلمة عند أبي داود والنسائي، ثم ختم بقوله: «وهو على الاحتمال؛ لجواز التعدد مع بعده؛ بقرينة كثرة خطأ محمد بن عبد الرحمن».
قلت: هذا حديث منكر؛ تفرد به عن عطاء بن أبي رباح دون بقية أصحابه الثقات على كثرتهم: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو: ليس بالقوي، كان سيئ الحفظ جداً، كثير الوهم، غلب عليه الاشتغال بالفقه والقضاء؛ فلم يكن يحفظ الأسانيد والمتون [انظر: التهذيب (٣/ ٦٢٧). الميزان (٣/ ٦١٣)].