ج - وروى مالك، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، قال: رأيت عثمان بن عفان بالعرج وهو محرم في يوم صائف، قد غطى وجهه بقطيفة أرجوان، ثم أتي بلحم صيد، فقال لأصحابه: كلوا، فقالوا: أولا تأكل أنت؟ فقال: إني لست كهيئتكم، إنما صيد من أجلي.
أخرجه مالك في الموطأ (١/٤٧٦/١٠١٦ - رواية يحيى الليثي)(٧٣١ - رواية القعنبي)(١١٤٧ - رواية أبي مصعب الزهري)(٢/ ١٣٥/ ١٢٠٥ - رواية ابن بكير)(ق ٥٤/ أ - رواية ابن القاسم برواية سحنون)(٥٧٧ - رواية الحدثاني)(٤١٧ - رواية الشيباني).
ومن طريقه: الشافعي في الأم (٨/٧٦٤/٣٨٤٩)، وفي المسند (٢٢٦)، وأشهب في المدونة (٦٤ - الرابع والخامس من كتاب الحج)، والبيهقي في الكبرى (٥/ ٥٤ و ١٩١)، وفي المعرفة (٧/ ١٥٤ و ٤٣٢/ ٩٦٣٦ و ١٠٥٩٢)، وفي الخلافيات (٣/ ٢٤١ - اختصار ابن فرح).
وهذا موقوف على عثمان بن عفان بإسناد صحيح. [اقتصرت من طرقه على ما اشتمل على موضع الشاهد، وقد تقدم تخريجه بالتفصيل في المجلد الثامن والعشرين، باب في المحرمة تغطي وجهها، الحديث رقم (١٨٣٣)].
د - ورواه عبد الرحمن بن أبي الزناد [حديثه بالمدينة: صحيح، وما حدث ببغداد أفسده البغداديون؛ إلا ما كان من رواية سليمان بن داود الهاشمي؛ فأحاديثه عنه حسان، وهذا الحديث من الأول؛ فقد رواه عنه: أشهب بن عبد العزيز المصري الثقة الفقيه، وهو ممن حمل عن أهل المدينة. انظر: فضل الرحيم الودود (٢/ ١٧٠/ ١٤٨) و (٨/ ٢٥٩/ ٧٤٤)]؛ أن أباه [أبو الزناد عبد الله بن ذكوان: ثقة ثبت فقيه، من الخامسة] حدثه؛ أن عبد الله بن عامر بن ربيعة أخبره؛ أن أهل العرج … لعثمان بن عفان … ، فذكر معناه. [وفي المطبوعة سقط وخرم].
أخرجه أشهب بن عبد العزيز في المدونة (٦٦ - الرابع والخامس من كتاب الحج).
وهذا موقوف على عثمان بن عفان بإسناد صحيح.
قال ابن حزم في الإحكام (٢/ ١١٢)[فصل في إبطال ترجيح الحديث بعمل أهل المدينة]: «ورووا عنه من أصح طريق وأجلها، وهي رواية مالك، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، قال: رأيت عثمان، … »، فذكره، ثم قال:«فقالوا: ليس عليه العمل، ولا يجوز أن يأكل محرم ما صيد من أجل محرم غيره، ومحا مالك قول عثمان هذا، وكرهه كراهة شديدة، هذا نص الموطأ، فأين العمل، إن لم يكن عمل النبي ﷺ وأبي بكر وعمر وعثمان بحضرة المهاجرين والأنصار؟».
هـ - وروى أبو عوانة [ثقة ثبت]، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، قال: نزل عثمان بن عفان العَرْجَ وهو محرم، فأهدى صاحب العرج له قطاً، قال: فقال لأصحابه: كلوا، فإنه إنما اصطيد على اسمي، قال: فأكلوا، ولم يأكل.