١ - فقد رواه حماد بن زيد [وعنه: عبيد الله بن عمر القواريري]، وهمام بن يحيى [وعنه: هدبة بن خالد]، وحماد بن سلمة [وعنه: عفان بن مسلم، وحجاج بن المنهال، وأسد بن موسى]، وسليمان بن المغيرة [وعنه: أبو النضر هاشم بن القاسم، وأبو عامر العقدي عبد الملك بن عمرو][وهم جميعا ثقات]:
حدثنا علي بن زيد، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، قال: كان أبي الحارث على أمر من أمر مكة في زمن عثمان ﵁، فأقبل عثمان ﵁ إلى مكة، فقال عبد الله بن الحارث: فاستقبلت عثمان بالنزل بقديد، فاصطاد أهل الماء خجلا، فطبخناه بماء وملح، فجعلناه عراقا للثريد، فقدمناه إلى عثمان وأصحابه، فأمسكوا، فقال عثمان: صيد لم أصطده، ولم نأمر بصيده، اصطاده قوم حل فأطعموناه، فما بأس؟ فقال عثمان: من يقول في هذا؟ فقالوا: علي، فبعث إلى علي ﵁، فجاء، قال عبد الله بن الحارث: فكأني أنظر إلى علي حين جاء وهو يحت الخبط عن كفيه، فقال له عثمان: صيد لم نصطده، ولم نأمر بصيده، اصطاده قوم حل فأطعموناه، فما بأس؟، قال: فغضب علي، وقال: أنشد الله رجلا شهد رسول الله ﷺ حين أتي بقائمة حمار وحش [زاد عند البزار: أو بعجزه]، فقال رسول الله ﷺ:«إنا قوم حرم، فأطعموه أهل الحل»، قال: فشهد اثنا عشر رجلا من أصحاب رسول الله، ثم قال علي: أنشد الله رجلا شهد رسول الله ﷺ حين أتي ببيض النعام، فقال رسول الله ﷺ:«إنا قوم حرم، أطعموه أهل الحل»، قال: فشهد دونهم من العدة من الاثني عشر، قال: فثنى عثمان وركه عن الطعام، فدخل رحله، وأكل ذلك الطعام أهل الماء. لفظ سليمان [عند أحمد، والبزار].
ولفظ همام [عند عبد الله بن أحمد]: عن عبد الله بن الحارث؛ أن أباه ولي طعام عثمان، قال [يعني: عبد الله بن الحارث، كما في رواية سليمان]: فكأني أنظر إلى الحجل حوالي الجفان، فجاء رجل فقال: إن عليا ﵁ يكره هذا، فبعث إلى علي وهو ملطخ يديه بالخبط، فقال: إنك لكثير الخلاف علينا، فقال علي: أذكر الله من شهد النبي ﷺ أتي بعجز حمار وحش وهو محرم، فقال:«إنا محرمون، فأطعموه أهل الحل»، فقام رجال فشهدوا، ثم قال: أذكر الله رجلا شهد النبي ﷺ أتي بخمس بيضات بيض نعام، فقال:«إنا محرمون، فأطعموه أهل الحل»، فقام رجال فشهدوا، فقام عثمان، فدخل فسطاطه، [زاد أبو يعلى: وظعن الناس]، وتركوا الطعام على أهل الماء.
وقد رواه أبو يعلى عن هدبة بن خالد أيضا عن همام به نحو ما رواه عبد الله بن أحمد، لكنه قال: عن عبد الله بن الحارث بن نوفل؛ أن أباه ولي طعام عثمان، قال أبي: فكأني أنظر إلى الحجل حول الجفان، هكذا جعله من رواية عبد الله بن الحارث عن أبيه عن علي، وإنما رواه الناس عن عبد الله بن الحارث عن علي، وهو الصواب.
ولفظ حماد بن زيد [عند أبي يعلى (٣٥٢)]: أن أباه صنع لعثمان بن عفان نزلا