للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عن ابن جريج، قال: وقال عطاء: وكلُّ عدو لك لم يذكر قتله، فاقتله وأنت حرام. قال: قلت له: العقاب فإنها تخطف - زعموا - حمل الضأن؟ قال: اقتلها. قلت: فالصقر والحميميق فإنهما يأخذان حمام المسلمين؟ قال: فاقتل. قال: وأقتل البعوض والذباب؟ قال: نعم. قال: واقتل الذئب فإنه عدو. وقال عطاء: واقتل الوزغ؛ فإنه كان يؤمر بقتله، واقتل الجان ذا الطفيتين فإنه يؤمر بقتله. وهو مقطوع على عطاء بإسناد صحيح.

• عبد الوهاب الثقفي، عن حبيب المعلم، قال: سئل عطاء: أيُقتل السبع في الحرم؟ قال: نعم. قال: فالحدأة؟ قال: نعم. وهو مقطوع على عطاء بإسناد صحيح.

• سفيان بن عيينة، عن ابن جريج، قال: كنا نسأل عطاء عن الثعلب، فيقول: أسبع هو؟ فنقول: إنه يفرس الدجاج، فيقول: أسبع هو؟ ولم يبين لنا فيه شيئاً. وهو مقطوع على عطاء بإسناد صحيح.

• حفص بن غياث، عن ابن جريج عن عطاء، قال: كلُّ عدو عدا عليك فاقتله وأنت محرم. وهو مقطوع على عطاء بإسناد صحيح.

• سفيان الثوري، عن ابن جريج عن عطاء، قال: اقتل من السباع ما عدا عليك وما لم يعد عليك وأنت محرم، قال: ولا بأس بأن يقتل المحرم: الذئب، والسنور البري، والنسر. وهو مقطوع على عطاء بإسناد صحيح.

• وكيع بن الجراح عن إبراهيم، قال: سألت عطاء عن الوزغ يُقتل في الحرم؟ فقال: إذا آذاك فلا بأس به. وهو مقطوع على عطاء بإسناد صحيح.

• قلت: وفي هذه الآثار الصحيحة عن عطاء: أن عطاء قاس قتل العقاب، والصقر، والنسر، وطائر الحميميق على قتل الحدأة، بجامع الخطف، وإلحاق الضرر بمال المكلف، وقاس السباع والذئب والسنور البري على الكلب العقور، بجامع الفرس والعض، وإلحاق الأذى بنفس المكلف وماله، وقاس قتل البعوض والذباب، على قتل ما طبعه الإيذاء في المال والبدن مثل: العقرب، والحية والفأرة، والحدأة، والغراب، والكلب العقور، كما يظهر أن أغلب المذكورات إنما أبيح قتلها لكونها تغشى الناس وقراهم وأنعامهم، ولم يؤمروا بطلبها في البراري والغابات، وأما الوزغ وذو الطفيتين فقد جاء النص بقتلهما، مما يقتضي العموم في الحل والحرم، كما أن عطاء لم يكن يرى الفدية على المحرم إذا قتل شيئاً من ذلك، والله أعلم.

• سفيان بن عيينة، عن زيد بن أسلم: أنهم سألوه عن الكلب العقور؟ فقال: وأيُّ كلب أعقر من الحية؟ وفي رواية: جَمَع الكلبُ العقور كل عاقر: الأسد والحية، وأي عاقر أعقر من الحية؟ وهو مقطوع على زيد بن أسلم بإسناد صحيح.

• وهنا يقيس زيد بن أسلم كل عاقر على الكلب العقور، فأدخل في معناه: الأسد والحية، وإن كان ذكر الحية قد ثبت في أحاديث الخمس الفواسق، من حديث سعيد بن المسيب عن عائشة، وحديث أبي هريرة، كما ثبت الأمر بقتلها من حديث ابن مسعود.

<<  <  ج: ص:  >  >>