للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قلت: هذا حديث باطل، أبو مالك النخعي الواسطي، عبد الملك بن الحسين: متروك، منكر الحديث [العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٣٤٦/ ٢٥٣٥). التاريخ الكبير (٥/ ٤١١). الجرح والتعديل (٥/ ٣٤٧). توضيح المشتبه (٢/ ٥٠٣). التهذيب (٤/ ٥٨٠). التقريب (٧٢٢) وهذا الحديث إنما تفرد به عن سفيان الثوري: أبو نعيم النخعي عبد الرحمن بن هانئ، وقد علمت حاله، وعليه مدار الحديث، ثم إنه قد رواه بإسناد ثالث:

رواه صالح بن أبي رميح: ثنا أحمد بن محمد بن أبي موسى الأنطاكي أبو بكر بمكة: ثنا محمد بن علي بن عمر العسقلاني [صدوق]: ثنا عبد الرحمن بن هانئ، عن أبي حنيفة، عن أبي الزبير المكي، عن جابر بن عبد الله ، قال: قال رسول الله : «من قتل ضفدعاً فعليه شاة، محرماً كان أو حلالاً».

أخرجه أبو محمد الحارثي في مسند أبي حنيفة (١/ ١٥٨/ ٦١).

قلت: وهذا إسناد واه بمرة، مسلسل بالضعفاء، أبو حنيفة النعمان بن ثابت: ضعيف، وأبو نعيم النخعي عبد الرحمن بن هانئ قد علمت حاله، وعليه مدار الحديث، وأحمد بن محمد بن أبي موسى الأنطاكي أبو بكر: ضعيف، وثقه مسلمة بن قاسم [الإرشاد للخليلي (١/ ٤٠٧)، تاريخ الإسلام (٦/ ٦٩٢)، الثقات لابن قطلوبغا (٢/ ٧٩)].

وصالح بن أبي رميح: لم أقف له على ترجمة، إلا أن السمعاني لما ترجم في الأنساب (٢/ ٢٧٢) لأبي حامد أحمد بن إبراهيم بن محمد الفقيه الزاهد البَغُولَني قال: «ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ، فقال: أبو حامد البغولني شيخ أهل الرأي في عصره وزاهدهم درس بنيسابور فقه أبي حنيفة نيفاً وستين سنة، وأفتى قريباً من هذا، سمع بنيسابور والعراق، وكتب تلك العجائب ببلخ وبترمذ عن صالح بن أبي رميح»، وفي هذا ما يدل على أن صالح بن أبي رميح هذا هو المتهم بتلك العجائب، وابن حجر العسقلاني لما ذكر هذا الكتاب «مسند أبي حنيفة» في معجمه المفهرس (١١٢٩) ذكر شيخ المصنف في أول الجزء الخامس من تجزئة الكتاب بقوله: «ومن قوله: كتب إليَّ صالح بن رميح: أنبأنا … »، فإن كان هو صالح بن رميح، فقد قال فيه الدارقطني: «لا شيء» [سؤالات السلمي (١٧٠). اللسان (٤/ ٢٨٥) وأما مصنف الكتاب: أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارث بن خليل الحارثي البخاري الكلاباذي الحنفي الفقيه، مصنف مسند أبي حنيفة: فهو عندي آفة هذه الرواية، فقد كان صاحب عجائب ومناكير وغرائب عن الثقات وغيرهم، وكان شيخاً مكثراً من الحديث؛ غير أنه كان ضعيفاً في الرواية، غير موثوق به فيما ينقله، وقد اتهمه غير واحد بالوضع، وبتلفيق الأسانيد والمتون، قال الخطيب على تسمحه: «صاحب عجائب ومناكير وغرائب، وليس بموضع الحجة»، وقال السمعاني: «ولم يكن موثوقاً به فيما ينقله، وذكره الحفاظ في تواريخهم، ووصفوه برواية المناكير والأباطيل» [سؤالات حمزة السهمي (٣١٨). الإرشاد (٣/ ٩٧٢). تاريخ بغداد

<<  <  ج: ص:  >  >>