مكة وسعوا عليهم ما وسع الله تعالى عليكم، وأعينوهم ما استعانوكم عليه، فإنهم وفد الله، وحاج بيت الله، ولهم عليكم حق، فاسألوني فعلينا كان التنزيل، ونحن حضرنا التأويل، فقام إليه رجل من ناحية زمزم فقال: دخلت فأرة جرابي وأنا محرم؟ فقال: اقتل الفويسقة. فقام آخر، فقال: أخبرنا بالشفع والوتر، وليال عشر؟ فقال: أما الشفع والوتر: فقول الله تعالى: ﴿فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾ وهما الشفع والوتر، وأما الليالي العشر: فالثمان وعرفة والنحر. فقام آخر، فقال: أخبرنا عن يوم الحج الأكبر؟ فقال: هو يوم النحر ثلاث يقولها.
أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير (١٠/ ٣٤٢٤/ ١٩٢٤٢)، وابن عدي في الكامل (٩/ ٢٠٥)(١٠/ ٧٦٠/ ١٨٩٠٧ - ط الرشد)، وأبو أحمد الحاكم في الأسامي والكنى (٣/ ٤٤٣)، وأبو إسحاق الثعلبي في الكشف والبيان (١٠/ ١٩٢)(٢٩/ ٣٤٦٠/ ٣٠٢ - ط دار التفسير)، وأبو الحسن الواحدي في الوسيط (٤/ ٤٨٠/ ١٣٤٣). [تحرف: عوذ، إلى عوف، عند ابن أبي حاتم والثعلبي، والواحدي].
قال ابن عدي:«ولأبي سعيد بن عوذ هذا غير ما ذكرت، ومقدار ما يرويه غير محفوظ».
ورواه أبو نعيم الفضل بن دكين [ثقة ثبت]، ومحمد بن ربيعة [الكلابي: كوفي ثقة]:
حدثنا أبو سعيد بن عَوْذ البراد المكي، قال: نا محمد بن المرتفع، قال: سمعت ابن الزبير، يقول: يا معشر الحاج سلونا، فعلينا كان التنزيل، ونحن حضرنا التأويل، فقال له رجل من أهل العراق: دخلت فارة في جرابي، [أَيَحل لي قتلها] وأنا محرم؟ قال: اقتل الفويسقة.
وقال آخر:[أخبرنا] بالشفع والوتر وليال عشر؟ قال: العشر: الثمان وعرفة والنحر، والشفع: من تعجل في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر فلا إثم عليه، وهو الوتر. لفظ أبي نعيم [عند البخاري، وابن سعد، وأبي أحمد].
أخرجه البخاري في الكنى (٣٥)(١٠٩) - ط الناشر المتميز، وابن سعد في الطبقات (٦/ ٤٨٢ - ط الخانجي)، وأبو أحمد الحاكم في الأسامي والكنى (٣/ ٤٤٤)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٢٨/ ١٦٨)، وعلقه: ابن هانئ في مسائله لأحمد (٢٢٢٨ و ٢٢٢٩).
قال ابن هانئ في مسائله لأحمد (٢٢٢٨ و ٢٢٢٩): «سألته [يعني: أحمد بن حنبل] عن حديث محمد بن ربيعة، قال: حدثنا أبو سعيد بن عوذ، قال: حدثنا محمد بن المرتفع، قال: سمعت ابن الزبير على المنبر يقول: فينا أنزل التنزيل، ونحن حضرنا التأويل. قال: فقال له رجل من أهل العراق مما يلي زمزم: فأرة دخلت في وعائي وأنا محرم؟ قال: اقتل الفويسقة.
قال أبو عبد الله: روى سفيان بن عيينة، عن محمد بن المرتفع: قصة الشفع والوتر».