قال الطبراني في الصغير:«لم يروه عن سلام إلا إبراهيم».
وقال في الأوسط:«لم يرو هذا الحديث عن عاصم عن أبي وائل إلا سلام أبو المنذر، تفرد به: إبراهيم بن الحجاج، ورواه الناس عن عاصم عن زر عن عبد الله».
قال ابن حجر في الفتح (٨/ ٦٨٧): «قوله: كنا مع النبي ﷺ، في رواية جرير: في غار، ووقع في رواية حفص بن غياث كما سيأتي بمنى، وهذا أصح مما أخرج الطبراني في الأوسط من طريق أبي وائل، عن ابن مسعود، قال: بينما نحن عند النبي ﷺ على حراء».
قلت: المحفوظ في إسناد هذا الحديث: عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود، وتقدم بيان موضع الوهم في هذا الحديث، وبيان وجه الصواب فيه، والله أعلم.
ولابن مسعود أحاديث أخرى في الأمر بقتل الحيات، أو الحض على قتلهن، لكن بدون قيد الإحرام، ليس هذا موضع ذكرها، وسيعقد أبو داود في آخر السنن باباً في قتل الحيات، خرج فيه أربعة عشر حديثاً (٥٢٤٨ - ٥٢٦١)، اثنان منها عن ابن مسعود.
٦ - حديث عبد الله بن الزبير:
يرويه: يحيى بن المتوكل [الباهلي، أبو بكر البصري: قال ابن معين: «لا أعرفه»، يعني: لا يعرف حاله، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال:«كان يخطئ»، وقال الذهبي:«صدوق»، وقال مرة:«ما علمت به بأساً»، وقال ابن حجر:«صدوق يخطئ». تاريخ بغداد (١٦/ ٢٢٢). تاريخ الإسلام (٤/ ١٢٥٢). المغني (٢/ ٧٤٢). ذيل الميزان (٧٣٤). التهذيب (١٤/ ٥٨٤ - ط دار البر). التقريب (٦٦٧). وليس هو بأبي عقيل صاحب بهية، ذاك ضعفوه. انظر: فضل الرحيم الودود (٨/ ١٠١ / ٧٢٠)]، والنعمان بن عبد السلام [أصبهاني، ثقة]، ومروان بن معاوية الفزاري [ثقة حافظ]:
حدثنا أبو سعيد بن عوذ المكي، قال: سمعت ابن الزبير، وسأله رجل، فقال: فارةٌ دخلت جراب دقيق [وأنا محرم]، فقال: اقتلها، فإن رسول الله ﷺ أمر بقتلها، وسماها الفويسقة. لفظ ابن المتوكل [عند ابن عدي، وأبي أحمد].
ولفظ النعمان [عند ابن أبي حاتم]: عن أبي سعيد بن عوذ - حدثنا بمكة -، قال: سمعت عبد الله بن الزبير يخطب الناس، فقام إليه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين! أخبرني عن الشفع والوتر؟ فقال: الشفع: قول الله ﷿: ﴿فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾، وَالْوَتْر: قَوْلُهُ: ﴿وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾ [البقرة: ٢٠٣].
ولفظ مروان [عند الثعلبي] عن أبي سعيد بن عوذ، قال: سمعت عبد الله بن الزبير ﵄، يقول على المنبر: يا معشر الحاج، إنكم جئتم من القريب والبعيد على الضعيف والشديد، فأسهرتم الأعين، وأنصبتم الأنفس، وأتعبتم الأبدان، فلا يُبْطِلَنَّ أحدكم حجه وهو لا يشعر، ينظر نظرة بعينه، أو يبطش بطشة بيده، أو يمشي مشية برجله، يا أهل