ولعل الوهم المشار إليه في موضع الشاهد من هذا الحديث إنما هو من قبل أبي المنذر سلام بن سليمان، فهو ليس به بأس، لم يكن بالمتقن، وله أوهام [انظر: التهذيب (٥/ ٥٥٢ - ط دار البر)].
• تنبيه: راوي هذا الحديث عن عمر بن عبد الرحمن السلمي [عند ابن مردويه]: هو عمر بن جعفر بن عبد الله بن أبي السري، أبو حفص الوراق البصري الحافظ، كان الناس يكتبون بإفادته، ويسمعون بانتخابه على الشيوخ، وقد أخذت عليه أوهام كثيرة، وكانت كتبه رديئة، تكلم فيه الدارقطني، وأبو محمد السبيعي، والخطيب، وغيرهم [تاريخ بغداد (١٣/ ١٠١). الأنساب (١٣/ ٣٠٥). المنتظم (١٤/ ١٩١). ضعفاء ابن الجوزي (٢٤٤٤). نزهة الناظر (٤٩). السير (١٦/ ١٧٢)، ونعته بقوله:«الإمام، المحدث، مفيد بغداد»، ثم مال إلى تضعيفه بسبب ما ادعي عليه بكثرة التصحيف والسقط والغفلة. تذكرة الحفاظ (٣/ ٩٨). تاريخ الإسلام (٨/ ١١٧). الميزان (٣/ ١٨٤). اللسان (٦/ ٧٤)]، ومع ذلك فإن إسناده هو المحفوظ، حيث تابعه عليه اثنان من كبار الثقات الحفاظ، وهما: أبو يعلى، وعبد الله بن أحمد.
• وخالفهم: أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني [ثقة حافظ، مصنف]، قال: حدثنا عمر بن عبد الرحمن السلمي أبو حفص البصري، قال: حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي: حدثنا سلام أبو المنذر عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود ﵁، قال: كنت في غنم لآل أبي معيط، فجاء النبي ﷺ، ومعه أبو بكر ﵁، فقال:«يا غلام! عندك لبن؟»، فقلت: نعم، ولكني مؤتمن، قال:«فهل عندك شاة لم ينز عليها الفحل؟» قلت: نعم، فأتيته بشاة شطور - قال سلام: والشطور التي ليس لها ضرع - فمسح النبي ﷺ مكان الضرع، وما لها ضرع، فإذا ضرع حافل مملوء لبناً، فأتيت النبي ﷺ بصخرة منقورة، فحلب، ثم سقى أبا بكر وسقاني، ثم قال للضرع:«اقلص»، فرجع كما كان، فأنا رأيت هذا من رسول الله ﷺ، فقلت: يا رسول الله! علمني؛ فمسح رأسي، وقال:«بارك الله فيك، فإنك غلام مُعَلَّم»، فأسلمت، وأتيت رسول الله ﷺ، فبينما نحن عنده على حراء، إذ أنزلت عليه سورة ﴿وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا﴾ فأخذتها، وإنها رطبة من فيه، وإن فاه لرطب بها، فلا أدري بأي الآيتين ختمت ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ﴾، أو: ﴿فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ﴾، فأخذت من في رسول الله ﷺ سبعين سورة، وأخذت بقية القرآن من أصحابه. زاد في الأوسط: فبينما نحن على حراء، فما فَجِئنا إلا قول النبي ﷺ:«منعها منكم الذي منعكم منها»، فقلت: يا رسول الله وما ذاك؟ قال:«حيَّة خرجت من ناحية الجبل».
أخرجه الطبراني في الأوسط (٤/ ٩٨ - سقط من المطبوع)(٤/ ٣٧٠٠ - الأحاديث التي سقطت من مطبوع الأوسط للطبراني)، وفي الصغير (١/ ٣٣٣/ ٥١٣)، ومن طريقه: ابن عساكر في تاريخ دمشق (٣٣/ ٧٣)[وبسنده تحريف].