للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الأسد منه في شيء. وقالوا: ليس في حديث أبي هريرة عن النبي أن الكلب العقور هو الأسد، وإنما ذلك من قول أبي هريرة ».

وقال ابن حزم في المحلى (٥/ ٢٧١): «وقد صح عن أبي هريرة: أن الأسد هو الكلب العقور، وأبو هريرة حجة في اللغة، ولا مخالف له من الصحابة يعرف في ذلك».

قلت: تفسير الكلب العقور بالأسد: لا يثبت مرفوعاً ولا موقوفاً، وإنما هو داخل في معنى الكلب العقور، فله حكمه بجامع كونه ذا ناب يعقر الإنسان.

• وانظر أيضاً: أحكام القرآن لإلكيا الهراسي (٣/ ١٠٥).

قال العيني في نخب الأفكار شارحاً كلام الطحاوي (٩/ ٢٨١): «ص: قال أبو جعفر : فذهب قوم إلى هذا، فقالوا: الكلب العقور الذي أباح النبي قتله هو الأسد، وكل سبع عقور فهو داخل في ذلك.

ش: أراد بالقوم هؤلاء: زيد بن أسلم، وسفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وأبا عبيد القاسم بن سلام، ومالكاً - في رواية -، والشافعي، وأحمد - في رواية -، فإنهم قالوا: الكلب العقور هو الأسد، وكل سبع عقور فهو داخل في الحكم المذكور.

وقال أبو عمر عن مالك: الكلب العقور هو كل ما عقر الناس وعدا عليهم مثل الأسد والنمر والفهد، وأما ما كان من السباع لا يعدو مثل الضبع والثعلب وشبههما فلا يقتله المحرم، وإن قتله فداه.

ص: وخالفهم في ذلك آخرون، فقالوا: الكلب العقور هو الكلب المعروف، وليس الأسد منه في شيء، وقالوا: ليس في حديث أبي هريرة عن النبي أن الكلب العقور هو الأسد، وإنما ذلك من قول أبي هريرة .

ش: أي خالف القوم المذكورين جماعة آخرون، وأراد بهم: الأوزاعي، والحسن بن يحيى، وأبا حنيفة، وأبا يوسف، ومحمداً، وأحمد - في رواية -، فإنهم قالوا: الكلب العقور هو الكلب المعروف، وإنما أبيح قتله لأن من شأنه العدو على الناس وعقرهم ابتداء من حيث الغالب، ولا يكاد يهرب من بني آدم؛ حتى إن الأسد أو الذئب أو الفهد أو النمر إذا عدا على المحرم فله أن يقتله وليس عليه شيء.

قوله: وقالوا؛ أي: هؤلاء الآخرون: ليس في حديث أبي هريرة عن النبي أن الكلب العقور هو الأسد وإنما هو من كلام أبي هريرة: إنما قال ذلك لأن الأسد يعقر الناس ويعدو عليهم ويخيفهم، كما أن الكلب العقور كذلك، وقد قلنا إن كل حيوان مفترس إذا عدا على المحرم وأخافه يصير حكمه حينئذ حكم الكلب العقور، فلا وجه إذن في تخصيص الأسد بالحكم المذكور».

• وروى الحميدي [عبد الله بن الزبير أبو بكر الحميدي: ثقة حافظ، فقيه إمام، أجل أصحاب ابن عيينة، وأثبتهم فيه، وهو راويته]، وسعيد بن منصور [ثقة ثبت، حافظ مصنف، من أثبت الناس في ابن عيينة]، ومحمد بن الصباح [الدولابي: ثقة مأمون، مكثر

<<  <  ج: ص:  >  >>