وأما عيسى بن سيلان؛ فقال الدارقطني في المؤتلف (٣/ ١٢٦٤): «وأما سيلان: فهو عيسى بن سيلان، يروي عن أبي هريرة، روى عنه: زيد بن أسلم، وحيوة، وابن لهيعة».
ثم قال:«جابر بن سيلان: يروي عن أبي هريرة، روى عنه محمد بن زيد بن مهاجر».
وتبعه على ذلك: ابن ماكولا في الإكمال (٤/ ٢٥٠)، وعبد الغني في الكمال (٨/ ١٠٢)، وغيرهما.
قلت: وهذا اضطراب من الدارقطني في معرفة هذا الراوي؛ إذ لم يتميز عنده.
ولعل الدارقطني تبع في ذلك ابن يونس، حيث قال ابن يونس في تاريخه:«عيسى بن سيلان: مكي، سكن مصر، روى عن أبي هريرة، روى عنه: زيد بن أسلم، وحيوة بن شريح، والليث، وابن لهيعة» [الكمال في أسماء الرجال (٨/ ١٠٢). التهذيب (٢/ ٥٠٢ - ط دار البر)] [وانظر: التاريخ الكبير (٦/ ٣٨٧). الجرح والتعديل (٦/ ٢٧٦). الثقات (٧/ ٢٣١). المؤتلف والمختلف (٣/ ١٢٦٤). الكمال في أسماء الرجال (٨/ ١٠٢). تهذيب الكمال (٤/ ٤٤٠) و (١٦/ ٤٧٩) و (٢٢/ ٦١٠). تاريخ الإسلام (٣/ ٢٩٤). الميزان (١/ ٣٧٧). إكمال مغلطاي (٢/٥٠). العقد الثمين (٥/ ٤٣٣). التهذيب (٢/ ٥٠٢ - ط دار البر)].
قلت: جابر بن سيلان: لم يرو إلا عن ابن مسعود، وهو مجهول [راجع: فضل الرحيم الودود (٣/ ٢٣٨/ ٢٥٦) و (١٣/ ٤١٢/ ١٢٥٨)].
ولعل تصرف البزار أشبه بالصواب، وقد سبقت الإشارة إليه، وهو: أن راوي حديث: «لا تدعوا ركعتي الفجر، ولو طردتكم الخيل»، هو نفسه راوي هذا الأثر عن أبي هريرة، وهو عبد ربه بن سيلان، وممن جزم به أيضاً: ابن عبد البر، حيث قال في التمهيد (١٥/ ١٥٧): «وروى زهير بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن عبد ربه بن سيلان، عن أبي هريرة، قال: الكلب العقور: الأسد»، وقد ذكر ابن حجر الحديث والأثر في ترجمة ابن سيلان عن أبي هريرة من الإتحاف (١٦/ ٢٩٣/ ٢٠٨٠٦) و (١٦/ ٢٩٤/ ٢٠٨٠٧)، وجزم العيني في نخب الأفكار (٩/ ٢٨١) بأن راوي هذا الأثر هو: عبد ربه بن سيلان، والله أعلم.
وعليه: فهو موقوف على أبي هريرة بإسناد ضعيف؛ لأجل جهالة عبد ربه بن سيلان.
• قال الطحاوي في شرح المعاني (٢/ ١٦٤): «فذهب قوم إلى هذا، فقالوا: الكلب العقور الذي أباح النبي ﷺ قتله هو الأسد، وكل سبع عقور فهو داخل في ذلك.
وخالفهم في ذلك آخرون، فقالوا: الكلب العقور، هو الكلب المعروف، وليس