المنبر: يا رسول الله! ما يقتل المحرم من الدواب؟ قال:«الغراب، و الْحُدَيَّا [في طبعة المأمون: والحِدَأَةُ]، والكلب العقور». قال جرير: وقال لي أيوب: قلت لنافع: فالحيّة؟ قال: تلك لا يختلف فيها أحدٌ [وفي طبعة المأمون: اثنان]. لفظ أبي يعلى.
ولفظ محمد بن أبان [عند ابن الباغندي]: قال: سمعت نافعاً، يحدث عن ابن عمر، قال: سأل رجل رسول الله ﷺ وهو على المنبر: ما يقتل المحرم؟ قال:«العقرب، والحدأة، والفأرة، والكلب العقور، والغراب».
أخرجه مسلم (٧٧/ ١١٩٩)، وأبو نعيم في مستخرجه عليه (٣/ ٢٨٩/ ٢٧٦١)، وأبو يعلى (١٠/ ١٨٣/ ٥٨١٠)(٤/ ٤٣٨/ ٥٨٢٨ - ط التأصيل)، وابن الباغندي في السادس من حديث شيبان بن فروخ وغيره (٢٤)، والطحاوي في شرح المعاني (٢/ ١٦٦/ ٣٧٧٤). [التحفة (٥/ ٣٨٨/ ٧٦١٢)، الإتحاف (٩/ ٧٠/ ١٠٤٦٨)، المسند المصنف (١٥/٢٥/٧١١٩)].
وهذا حديث صحيح، وفيه إشارة لسماع ابن عمر لهذا الحديث من النبي ﷺ.
• خالفهما: حسين بن محمد [هو: ابن بهرام التميمي المروذي، نزيل بغداد: ثقة]: حدثنا جرير بن حازم، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر؛ أن أعرابياً نادي النبي ﷺ، فقال: ما يقتل المحرم من الدواب؟ فقال رسول الله ﷺ:«الغراب، والحدأة، والفأرة، والكلب العقور، والعقرب». قلنا لنافع: فالحيات؟ قال: لا يختلف فيهن. لفظ أبي عوانة. أخرجه أبو عوانة (٩/ ١٣٤/ ٣٦٠٥)، وأبو أمية الطرسوسي في مسند عبد الله بن عمر (٣٣) [وبسنده تحريف، وقد رواه عنه أبو عوانة على الصواب، والدارقطني في العلل (١٣/ ١١٩/ ٢٩٩٥)(٧/ ١١٩/ ٢٩٩٥ - ط الريان) وبسنده تحريف]. [الإتحاف (٩/٤٢/١٠٣٧٠)].
قلت: رواه اثنان عن جرير بدون الواسطة، وبإثبات السماع من نافع، فدل على أن جرير بن حازم له فيه إسنادان، سمعه من أيوب السختياني، ثم سمعه من نافع، والدليل على ذلك أنه لما سمعه من نافع لم يسأله عن الحية، وإنما أخذ ذلك عن أيوب، فأثبته عقب حديثه عن نافع، والله أعلم.
و - يحيى بن سعيد الأنصاري عن نافع:
• رواه يزيد بن هارون، وهشيم بن بشير الواسطي [وصرح بالسماع عند النسائي وأحمد، وقرن بيحيى عند أكثرهم: عبيد الله بن عمر وابن عون]:
حدثنا يحيى بن سعيد [الأنصاري: ثقة ثبت]، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي ﷺ سئل: ما يقتل المحرم من الدواب؟ قال:«يقتل العقرب، والفويسقة، والحدأة، والغراب، والكلب العقور». لفظ هشيم [عند النسائي]، وكذا لفظه مقروناً عند أحمد وأبي عوانة وتمام، زاد في آخره عند أبي عوانة وتمام: قال ابن عون: قلت لنافع: والأفعى؟ قال: ومن يشك في الأفعى؟!