حديث عثمان المتصل، وقد شهد بصحة ذلك: حديث يزيد بن الأصم عن ميمونة، وحديث صفية بنت شيبة، والله أعلم.
١٣ - مرسل إبراهيم النخعي:
يرويه: محمد بن أبان، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم النخعي، أن النبي ﷺ تزوج ميمونة ابنة الحارث ﵂ وهو محرم.
أخرجه محمد بن الحسن الشيباني في الحجة على أهل المدينة (٢/ ٢٢١).
وهذا مرسل بإسناد ضعيف؛ حماد بن أبي سليمان: لا بأس به، وقد تكلّم في روايته عن إبراهيم النخعي، فقد كان كثير الخطأ والوهم [انظر: التهذيب (١/ ٤٨٣)].
ومحمد بن أبان بن صالح القرشي الجعفي الكوفي: ضعيف [انظر: اللسان (٦/ ٤٨٨)].
ومحمد بن الحسن الشيباني: كوفي، ضعيف كذبه ابن معين [اللسان (٧/ ٦٠)].
وقد روي عن بعض الصحابة بمثل قول ابن عباس، ولا يثبت:
١ - عن ابن مسعود:
يرويه: وكيع بن الجراح [ثقة حافظ]، وأبو الوليد الطيالسي [هشام بن عبد الملك: ثقة ثبت]، وحجاج بن منهال [ثقة]، ومحمد بن الحسن الشيباني [ضعيف]:
عن جرير بن حازم [بصري ثقة]، من السادسة، وقد يهم على الأعمش، عن الأعمش، عن إبراهيم، أن ابن مسعود كان يقول: لا بأس أن يتزوج المحرم. وفي لفظ: أن ابن مسعود كان لا يرى بأساً أن يتزوج المحرم.
أخرجه محمد بن الحسن الشيباني في الحجة على أهل المدينة (٢/ ٢٢٣)، وابن أبي شيبة (٧/ ١٣٤١٣/ ٤٨٢ - ط الشثري)، والطحاوي في شرح المعاني (٢/ ٢٧٣/ ٤٢٢١)، وفي شرح المشكل (١٤/ ٥١٩)، وأبو الحسن الرافقي في جزئه (١٧٥).
قال يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (٣/١٢): حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار [ثقة حافظ]، قال: سمعت يحيى بن سعيد [القطان: ثقة حجة، إمام ناقد]، يقول: كان سفيان أعلم بحديث الأعمش من الأعمش.
قال محمد: «وسمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول في حديث ابن مسعود: ولا بأس أن يتزوج المحرم ليس يحدث به عن جرير إلا من يريد شين جرير، إنما هو قول إبراهيم».
وقال الطحاوي في شرح المشكل (١٤/ ٥١٩): «فإن قال: هذا حديث غير متصل، قيل له: إن إبراهيم ما ذكره عن ابن مسعود مما لم يذكر بينه وبينه فيه أحداً؛ فهو عن جماعة عن ابن مسعود»، ثم ساق بإسناده إلى الأعمش، قال: قلت لإبراهيم: إذا حدثت فأسند، قال: إذا قلت لك: قال عبد الله، فلم أقل ذلك حتى حدثنيه عن عبد الله غير واحد، وإذا قلت: حدثني فلان عن عبد الله، فهو الذي حدثني. [وانظر: نخب الأفكار (١٠/ ٣٣٢)]