للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

والله لا يخرج، ثم نادى رسول الله سهيلاً وحويطباً، فقال: «إني قد نكحت فيكم امرأةً، فما يضركم أن أمكث حتى أدخل بها، ونصنع الطعام فنأكل وتأكلون معنا؟»، فقالوا: نناشدك الله والعقد إلا خرجت عنا، فأمر رسول الله أبا رافع فأذن بالرحيل، وركب رسول الله حتى نزل بطن سرف، وأقام المسلمون، وخلف رسول الله أبا رافع ليحمل ميمونة [إليه حين يمسي]، وأقام بسرف حتى قدمت عليه ميمونة، وقد لقيت ميمونة ومن معها عناء وأذى من سفهاء المشركين ومن صبيانهم، فقدمت على رسول الله بسرف، فبنى بها، ثم أدلج، فسار حتى قدم المدينة، وقدر الله أن يكون موت ميمونة بسرف بعد ذلك بحين، فماتت حيث بنى بها رسول الله … ثم ذكر قصة ابنة حمزة … . إلى أن قال: وأنزل الله ﷿ في تلك العمرة: ﴿الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ﴾ [البقرة: ١٩٤] فاعتمر رسول الله في الشهر الحرام الذي صُدَّ فيه. السياق لموسى في مغازيه، وعند البيهقي، واقتصر بعضهم على طرف منه، كما عند ابن أبي خيثمة، والطبراني، والحاكم، وأبي نعيم، وغيرهم.

أخرجه موسى بن عقبة في مغازيه [عزاه إليه: ابن كثير في البداية (٦/ ٣٧٨)، والعيني في نخب الأفكار (١٠/ ٣١٥)]، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (٢/١٧/١٥١٥ - السفر الثالث)، والطبراني في الكبير (١٤/ ٣٦٨/ ١٥٠٠٠)، والحاكم (٤/٣٠) (٨/٧٢/٧٠٠٢ - ط المنهاج القويم)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٣/ ١٦٣٩/ ٤١١٣)، والبيهقي في الدلائل (٤/ ٣١٤)، وابن عبد البر في التمهيد (٣/ ١٥٩)، وأبو القاسم ابن منده في المستخرج والمستطرف (٢/ ٢).

• ورواه زمعة بن صالح [ضعيف]، عن الزهري به مرسلاً.

أخرجه الدارقطني في الأفراد (١/ ٢٣٧/ ١١٩٧ - أطرافه).

قلت: وهذا من مراسيل الزهري، فما كان منه له شاهد متصل صحيح فيحتمل، وما لم يكن له شاهد على صحته فلا يقبل.

ومراسيل الزهري: من أوهى المراسيل، وهي شبه الريح، ليست بشيء [انظر: تاريخ ابن معين للدوري (٣/ ٢٢١/ ١٠٢٧). المعرفة والتاريخ (١/ ٣٨٦). الجرح والتعديل (١/ ٢٤٥). المراسيل لابن أبي حاتم (١ و ٢). سنن البيهقي (١/ ١٤٧) و (١٠/ ٣٠٧). الكفاية للخطيب (٣٨٦). تاريخ دمشق (٥٥/ ٣٦٨) و (٣٦٩). الفتح لابن رجب (٢/ ٤٠٨) و (٤/ ٣٧٩) و (٥/ ٤١٠) و (٦/ ٤٩٣). البدر المنير (٩/ ٧٣)].

قال يحيى بن سعيد القطان: «مرسل الزهري شر من مرسل غيره؛ لأنه حافظ، وكلما قدر أن يسمي سمى، وإنما يترك من لا يستجيز أن يسميه» [تاريخ دمشق (٥٥/ ٣٦٨). السير (٥/ ٣٣٨). جامع التحصيل (٩٠)].

وقال الذهبي في السير (٥/ ٣٣٩): «مراسيل الزهري كالمعضل؛ لأنه يكون قد سقط منه اثنان، ولا يسوغ أن نظن به أنه أسقط الصحابي فقط، ولو كان عنده عن صحابي

<<  <  ج: ص:  >  >>