وهذا حديث باطل؛ إبراهيم بن محمد بن موسى: شيخ للواقدي لا يُدرى من هو؟ ومحمد بن عمر الواقدي: متروك، واتهم، يروي أحاديث لا أصل لها.
ولم يذكر أصحاب التراجم، ولا من صنف في الصحابة: شيئاً من ذلك في ترجمة أوس بن خولي الأنصاري، ولا في الأحاديث التي تضمنت شيئاً من أخباره، لاسيما ولا يصح له حديث مسند.
١٠ - مرسل الشعبي: يرويه: عمر بن بكير [عمر بن بكير بن ماهان البغدادي: شيخ للبلاذري وابن أبي خيثمة والعباس بن الفرج الرياشي وغيرهم]: حدثني الهيثم بن عدي، عن المجالد بن سعيد، عن الشعبي، قال: أقام رسول الله ﷺ بمكة حين خرج لعمرة القضاء ثلاثة أيام، فبعث إليه حويطب بن عبد العزى: إن أجلك قد مضى، وانقضى الشرط، فاخرج من بلدنا، فقال له سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل: كذبت البلد بلد رسول الله ﷺ وآبائه، فقال رسول الله ﷺ:«مهلاً يا سعيد»، فقال حويطب: أقسمت عليك لما خرجت، فخرج، وخلف أبا رافع، وقال:«الحقني بميمونة»، فحملها على قلوص، فجعل أهل مكة ينفرون بها، ويقولون: لا بارك الله لكِ، فوافى رسول الله ﷺ بميمونة بسرف، فكان دخول رسول الله ﷺ بها بسرف، وهو على أميال من مكة.
أخرجه البلاذري في أنساب الأشراف (١/ ٤٤٥).
قلت: وهذا حديث باطل، لا تصح نسبته إلى الشعبي، مجالد بن سعيد: ليس بالقوي، والأكثر على تضعيفه، وقال عبد الرحمن بن مهدي:«حديث مجالد عند الأحداث؛ يحيى بن سعيد وأبي أسامة: ليس بشيء، ولكن حديث شعبة وحماد بن زيد وهشيم وهؤلاء القدماء»، قال ابن أبي حاتم:«يعني: أنه تغير حفظه في آخر عمره» [الجرح والتعديل (٨/ ٣٦١). التهذيب (٤/٢٤)].
والهيثم بن عدي: متروك، منكر الحديث، متهم بالكذب، كذبه ابن معين، والبخاري، وأبو داود، والعجلي، والساجي [تاريخ بغداد (١٦/ ٧٦). اللسان (٨/ ٣٦١)].
١١ - مرسل شرحبيل بن سعد:
• رواه زيد بن الحباب، عن أبي معشر، عن شرحبيل بن سعد، قال: لقي العباس بن عبد المطلب رسول الله ﷺ بالجحفة حين اعتمر عمرة القضية، فقال له العباس يا رسول الله! تأيمت ميمونة بنت الحارث بن حزن من أبي رهم بن عبد العزى [راجع: طبقات ابن سعد (١٠/ ١٢٨ - ط الخانجي)]، هل لك في أن تتزوجها؟ فتزوجها رسول الله ﷺ وهو محرم، فلما أن قدم مكة أقام ثلاثاً، فجاءه سهيل بن عمرو في نفر من أصحابه من أهل مكة، فقال: يا محمد، اخرج عنا، اليوم آخر شرطك؛ فقال:«دعوني أبتني بامرأتي، وأصنع لكم طعاماً،» فقال: لا حاجة لنا بك ولا بطعامك، اخرج عنا، فقال