كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٣٩ - باب المحرم يتزوج - فائدة في مناهج وأصول وقواعد الأحناف - ج: 28 - ص: 464

أخرجه موصولاً بإسناد صحيح: ابن حبان (٩/٤٤١/٤١٣٣)، وعلقه البخاري في صحيحه بصيغة الجزم (٤٢٥٩)، بعد حديث أيوب عن عكرمة عن ابن عباس (٤٢٥٨)، قال: «وزاد ابن إسحاق: حدثني ابن أبي نجيح، وأبان بن صالح، عن عطاء، ومجاهد، عن ابن عباس قال: تزوج النبي ﷺ ميمونة في عمرة القضاء». [التحفة (٤/٤٩٦/٥٨٧٨) و (٤/ ٥٠٤/ ٥٩٠٢)، الإتحاف (٧/٤٣٧/٨١٥٨)، المسند المصنف (١٢/١٥١/٥٧٩١)].

وهذا حديث صحيح.

قال ابن هشام: «وكانت جعلت أمرها إلى أختها أم الفضل، وكانت أم الفضل تحت العباس فجعلت أم الفضل أمرها إلى العباس فزوجها رسول الله ﷺ بمكة، وأصدقها عن رسول الله ﷺ أربعمائة درهم». [السيرة النبوية لابن كثير (٣/ ٤٣٩)].

قلت: وما ذكره يحتاج إلى إسناد صحيح!

وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ومما يتعجب من قضاء الله وقدره أن رسول الله ﷺ بنى بميمونة بنت الحارث بسرف، وردها إلى المدينة عند منصرفه من عمرة القضاء، وبقيت عنده إلى أن خرج رسول الله ﷺ لفتح مكة، وقد أخرجها معه إلى أن فتح الطائف، وانصرف راجعاً إلى المدينة، فماتت ميمونة بسرف في الموضع الذي بنى بها رسول الله ﷺ عند تزويجها».

قلت: المشهور أن ميمونة توفيت في زمن معاوية، قيل: سنة (٥١)، وقيل: (٦٣)، وقيل: (٦٦)، وقيل غير ذلك، ورجح ابن حجر الأول [انظر: التهذيب (١٥/ ١٠٩٩ - ط دار البر)].

* وروى حجاج بن منهال [ثقة مكثر عن حماد بن سلمة]: حدثنا حماد بن سلمة، عن حبيب المعلم، وقيس بن سعد، وعبد الكريم بن أبي المخارق، عن عطاء: أن ابن عباس كان لا يرى بأساً أن يتزوج المحرمان.

أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (٢/٢٧٣/٤٢٢٢)، وفي شرح المشكل (١٤/ ٥٢٠). [الإتحاف (٧/ ٨١٥٨/ ٤٣٧)].

وهذا موقوف على ابن عباس بإسناد جيد، عبد الكريم بن أبي المخارق، أبو أمية البصري: مجمع على ضعفه، وقال النسائي والدارقطني: «متروك»، وقال أحمد في رواية ابنه عبد الله: «ضعيف»، وفي رواية أبي طالب: «ليس هو بشيء، شبه المتروك» [التهذيب (٢/ ٦٠٣). الميزان (٢/ ٦٤٦). الجرح والتعديل (٦/ ٦٠)]، وقيس بن سعد المكي: ثقة، من قدماء أصحاب عطاء بن أبي رباح، لكن حماد بن سلمة وإن كان ثقة؛ إلا أنه ليس بذاك في قيس بن سعد، قد كان لحماد كتاب عن قيس فضاع؛ وقد تكلم الحفاظ في رواية حماد عن قيس بن سعد، قال أحمد: «ضاع كتاب حماد بن سلمة عن قيس بن سعد؛ فكان يحدثهم من حفظه»، يعني: فيخطيء [العلل ومعرفة الرجال (٣/١٢٧/٤٥٤٤). ضعفاء العقيلي (١/٢١). الكامل (٢/ ٢٥٣ - ٢٥٤). سؤالات أبي داود (٢١٧). المعرفة والتاريخ