• قلت: حديث أبي رافع في قصة نزول الأبطح: أخرجه مسلم (١٣١٣)، وأبو داود (٢٠٠٩)، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (١/٧٦ و ٧٧/ ١٧٠ و ١٧١ - السفر الثاني)، وغيرهم. [التحفة (٨/٤٧١/١٢٠١٦)] [ويأتي تخريجه في موضعه من السنن إن شاء الله تعالى].
ولفظ ابن أبي خيثمة في السفر الثاني: حدثنا أبي ﵀[زهير بن حرب: ثقة ثبت]، قال: حدثنا سفيان، عن صالح بن كيسان، عن سليمان بن يسار، قال: قال أبو رافع: لم يأمرني رسول الله ﷺ أن أنزل الأبطح حين خرج من منى، ولكني جئت فنزلت، فجاء فنزل.
وحدثنا ابن الأصبهاني [محمد بن سعيد بن سليمان الكوفي: ثقة ثبت]، وحامد بن يحيى، وهذا لفظ حامد، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا صالح بن كيسان؛ أنه سمع سليمان بن يسار، قال: أخبرني أبو رافع - وكان على ثقل النبي ﷺ؛ قال: لم يأمرني النبي ﷺ، ثم ذكر نحو حديث أبي.
• ثم أخرجه ابن أبي خيثمة في السفر الثالث (٢/٢٩٩/٣٠١٧) من التاريخ الكبير، عن حامد بن يحيى، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، قال: كان عمرو بن دينار يحدثنا بهذا الحديث عن صالح بن كيسان، فلما قدم صالح، قال لنا: اذهبوا فاسمعوه منه، فحدثنا صالح بن كيسان؛ أنه سمع سليمان بن يسار، يقول: أخبرني أبو رافع - وكان على ثقل رسول الله ﷺ قال: لم يأمرني رسول الله ﷺ أن أنزل بالأبطح، ولكن أنا جئت فضربت قبته، فجاء فنزل.
• قلت: هكذا أثبت السماع فيه: حامد بن يحيى البلخي، وهو: ثقة، من أعلم الناس بابن عيينة، لازمه طويلاً.
وهذا السماع ليس مستغرباً؛ فإن رواية الحميدي تدل عليه:
• فقد رواه الحميدي في مسنده (٥٥٩)، قال: حدثنا سفيان، قال: ثنا صالح بن كيسان؛ أنه سمع سليمان بن يسار، يحدث عن أبي رافع، قال: لم يأمرني رسول الله ﷺ أن أنزل ثَمَّ - يعني: الأبطح، ولكني أنا ضربت قبته ثم جاءه فنزل.
وهذه العبارة: سمعت فلاناً يحدث عن فلان، تستعمل كثيراً في موضع السماع، مثل ما تقدم معنا: قال سفيان بن عيينة: فأما أنا فإنما سمعت الزهري يحدث عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه: سمعت النبي ﷺ يقرأ في المغرب بالطور [تقدم برقم (٨١١)، وهو متفق عليه من حديث الزهري، وهذا لفظ البخاري]، ومثل قول شعبة: سمعت قتادة يحدث عن أنس [عند مسلم برقم (٤٣ و ٤٤ و ٤٥ و ٤٢٥ و ٤٣٣ و ٥٥١ و ٧٩٩ و ١٠٤٧ و ١٠٥٩ و ١٧٠٦ و ٢٠٩٢ و ٢١٦٣)]، وقول المعتمر بن سليمان: سمعت منصوراً يحدث عن الحكم [عند مسلم (١١٩٤)]، وقول ابن عيينة: سمعت الزهري يحدث عن عروة بن