للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

به الباب، وقدمه على حديث عثمان بن عفان المتصل، مما يعني أنه كان يحتج به احتجاج المتصل، ثم عقبه بحديث عثمان، ثم أثر عمر في رد نكاح المحرم، ثم أثر ابن عمر في معنى حديث عثمان، ثم ما بلغه في ذلك عن سعيد بن المسيب وسالم بن عبد الله وسليمان بن يسار، والله أعلم

لفائدة في سماع سليمان بن يسار من أبي رافع:

قال ابن القطان في بيان الوهم (٢/ ٥٦٠ - ٥٦٢) متعقباً عبد الحق الإشبيلي: «وذكر من طريق مسلم: عن أبي رافع، قال: لم يأمرني رسول الله أن أنزل الأبطح حين خرج من منى، ولكني جئت، فضربت قبته، فجاء فنزل.

كذا أورده وسكت عنه، ولم يضع فيه نظراً لما كان من عند مسلم، ومسلم إنما هو عنده من رواية سليمان بن يسار، قال: قال أبو رافع، فذكره.

وقد يعرض في سماع سليمان بن يسار من أبي رافع شك لمن يقف على كلام أبي عمر بن عبد البر؛ فإنه لما ذكر حديث: مالك، عن ربيعة بن عبد الرحمن، عن سليمان بن يسار، أن رسول الله بعث أبا رافع مولاه، ورجلاً من الأنصار، فزوجاه ميمونة بنت الحارث، ورسول الله بالمدينة قبل أن يخرج.

قال: إن مطراً الوراق، رواه عن ربيعة، عن سليمان بن يسار، عن أبي رافع، قال: وذلك عندي غلط من مطر، لأن سليمان بن يسار ولد سنة أربع وثلاثين، وقيل: سنة سبع وعشرين، ومات أبو رافع بالمدينة إثر قتل عثمان ، وكان قتله في ذي الحجة، سنة خمس وثلاثين، فغير ممكن سماعه منه، وممكن أن يسمع من ميمونة، لأنه توفيت سنة ست وستين بسرف، وهي مولاته ومولاة إخوته، أعتقتهم وولاؤهم لها، ويستحيل أن يخفى عليه أمرها.

وقد ذكر أبو محمد في النكاح من طريق النسائي: حديث سليمان بن يسار هذا عن أبي رافع، في زواج ميمونة، وهو عند النسائي من رواية مطر كذلك، وسكت عنه، ولم يعرض منه لانقطاع إسناد، ولا لضعف مطر. وذكره الترمذي أيضاً بإسناد النسائي سواء، يرويانه جميعاً عن قتيبة، عن حماد بن زيد، عن مطر، عن ربيعة، عن سليمان، عن أبي رافع. وأنا أظن أن الحديث المذكور متصل، باعتبار أن يكون الصحيح في مولد سليمان، قول من قال: سنة سبع وعشرين، فتكون سنه نحو ثمانية أعوام يوم مات أبو رافع، وقد يصح سماع من هذه سنه.

وقد ذكر ابن أبي خيثمة في كتابه الحديث المذكور، فقال: حدثنا حامد بن يحيى: حدثنا سفيان بن عيينة، قال: كان عمرو بن دينار يحدثنا هذا الحديث، عن صالح بن كيسان؛ أنه سمع سليمان بن يسار، يقول: أخبرني أبو رافع - وكان على ثقل رسول الله ، قال: لم يأمرني رسول الله أن أنزل الأبطح، ولكن أنا جئت فضربت قبته، فجاء فنزل.

<<  <  ج: ص:  >  >>