الزبير [عند مسلم (١٢٧٧)]، وقول شعبة: سمعت أبا إسحاق يحدث عن عمرو بن ميمون [عند مسلم (١٧٩٤)]، وقول شعبة: سمعت أبا إسحاق يحدث عن صلة بن زفر [عند مسلم (٢٤٢٠)]، وقول شعبة: سمعت أبا إسحاق يحدث عن أبي الأحوص [عند مسلم (٢٦٠٦)]، وغير هذا كثير جداً في الصحيحين وغيرهما [وقد سبق تقرير هذه المسألة فيما تقدم من الفضل. راجع: فضل الرحيم الودود (٩/٦٨/٨١٤)، وما تحت الحديث رقم (١٣٩٨)].
كما رواه جماعة أيضاً عن سفيان بن عيينة، بالعنعنة، فقالوا فيه: عن أبي رافع. وباجتماع هذه القرائن: فهو حديث صحيح متصل، أعني: حديث أبي رافع في النزول بالأبطح، قامت القرائن على صحة الاتصال فيه، وثبوت السماع لسليمان من أبي رافع بالإسناد الصحيح، ولكونه بلدياً له، كما أن صغر سنه أدى لقلة مروياته عنه، فلم يحمل عنه سوى حديث النزول بالأبطح عند مسلم، وأرسل حديث زواج ميمونة في قصة بعث أبي رافع، مع احتمال سماعه منه أيضاً، وقد كان سليمان من فقهاء أهل المدينة وقرائهم، وقدمه بعضهم على ابن المسيب، مما يدل على تقدم سماعه وطلبه للعلم، ثم إن المعارض القائل بالانقطاع بينهما لم يأت بدليل قوي على الانقطاع وعدم الإدراك، ولعدم الجازم أيضاً بعدم السماع، كذلك فإنه لم يوصف بالتدليس، فالعنعنة هنا محمولة على الاتصال، وهي صيغة مستعملة في موضع السماع، ما لم تدل قرينة على الانقطاع، بل قد ثبت السماع، كما تقدم بيانه، فهو إسناد صحيح متصل؛ لما سبق ذكره، وكذلك لتصحيح مسلم له، وله شواهد تدل على صحته، حيث أخرج مسلم معناه من حديث عائشة (١٣١١)، ومن حديث ابن عباس (١٣١٢)، وكلاهما عند البخاري [حديث عائشة: أخرجه البخاري برقم (١٧٦٥)، وحديث ابن عباس: أخرجه البخاري برقم (١٧٦٦)]، والله أعلم. ولم أجد لسليمان بن يسار عن أبي رافع سوى هذين الحديثين، أحدهما متصل، والآخر مرسل، ولم يخرج له الطبراني في معجمه الكبير سواهما، وليس له في الكتب الستة سواهما.
وقال العلائي في جامع التحصيل (١٩٠): «سليمان بن يسار: أحد كبار التابعين سمع من جماعة من الصحابة، منهم: زيد بن ثابت، وعائشة، وأبو هريرة، وميمونة مولاته، وأم سلمة، وابن عباس، والمقداد بن الأسود، ورافع بن خديج، وجابر ﵃، وأرسل عن جماعة، منهم: عمر ﵁، قاله أبو زرعة، وسلمة بن صخر البياضي، قال البخاري: لم يسمع منه، وعبد الله بن حذافة، قال يحيى بن معين: لم يسمع منه. وقال الأثرم: قلت لأبي عبد الله - يعني: أحمد بن حنبل -: حديث سفيان، عن أبي النضر، عن سليمان بن يسار، عن عبد الله بن حذافة في أيام التشريق، أسنده سفيان، وقال مالك: إن النبي ﷺ بعث عبد الله بن حذافة؟ فقال: نعم؛ مرسل وسليمان بن يسار: لم يدرك عبد الله بن حذافة، وهم كانوا يتساهلون بين: عن عبد الله بن حذافة، وبين: أن