كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٥ - كتاب المناسك - ٣٩ - باب المحرم يتزوج - ج: 28 - ص: 431

عن عبد العزيز بن محمد [الدراوردي]، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سليمان بن يسار؛ أن رسول الله ﷺ بعث العباس بن عبد المطلب وأبا رافع، فزوجاه بسرف، وهو حلال بالمدينة.

أخرجه الحميدي [عزاه إليه: أبو يعلى الفراء في التعليقة الكبيرة (١/ ٤٧٥)]، وعلقه الدارقطني في العلل (٧/١٤/١١٧٥).

قلت: عبد العزيز بن محمد الدراوردي: مدني، صدوق، صحيح الكتاب، فإذا حدث من حفظه أو من كتب غيره: أخطأ، فلا يعتمد عليه عند المخالفة، ورواية مالك هي العمدة، حيث قال: إن رسول الله ﷺ بعث أبا رافع مولاه، ورجلاً من الأنصار، فزوجاه ميمونة بنت الحارث، ورسول الله ﷺ بالمدينة قبل أن يخرج. وتابعه عليه: أبو ضمرة أنس بن عياض. والعباس بن عبد المطلب ليس أنصارياً، كما أن مالكاً وأبا ضمرة لم يذكرا: أنهما زوجاه بسرف، ولكن يستفاد من رواية الدراوردي أنه تابعهما على الإرسال.

ج - وتابعهم أيضاً على الإرسال: سليمان بن بلال [مدني، ثقة]، فرواه عن ربيعة، عن سليمان، مرسلاً.

علقه الترمذي في الجامع (٨٤١)، قال: «رواه مالك مرسلاً. ورواه أيضاً سليمان بن بلال، عن ربيعة مرسلاً».

• ورواه مسدد في مسنده (٣/ ١٨٥/ ٢٥١١ - إتحاف الخيرة).

قال البوصيري في إتحاف الخيرة: «وعن سليمان بن يسار؛ أن رسول الله ﷺ بعث أبا رافع ورجلاً من الأنصار، فزوجاه ميمونة بالمدينة قبل أن يخرج وهو حلال. رواه مسدد مرسلا، بسند الصحيح».

قلت: هكذا روى هذا الحديث متصلاً: مطر الوراق، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سليمان بن يسار، عن أبي رافع.

• وخالفه: أربعة من ثقات أهل المدينة، وعلى رأسهم: مالك؛ رأس المتقنين وكبير المثبتين، فأرسلوه، وهو الصواب.

ومطر بن طهمان الوراق: بصري، لم يكن من أهل المدينة، وهو: صالح الحديث، أخرج له مسلم في المتابعات، وهو ممن يخطئ ويخالف، وهو ضعيف في عطاء خاصة، فكيف تقبل زيادته في الوصل عن أهل المدينة، ولم يكن بالحافظ، وقد اشتبه عليه الحديث، حيث رواه المدنيون الثقات، مالك بن أنس، وأبو ضمرة أنس بن عياض، وسليمان بن بلال، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي: عن ربيعة [المدني]، عن سليمان بن يسار [المدني]: أن رسول الله ﷺ بعث أبا رافع؛ فوهم مطر، وقال: عن سليمان بن يسار عن أبي رافع وأهل البلد أعلم بحديثها من الغرباء.

هـ قال ابن تيمية في شرح العمدة (٤/ ٦٣٤ - ط عطاءات العلم): «وقد روى مالك، عن ربيعة، عن سليمان بن يسار؛ أن رسول الله ﷺ بعث مولاه أبا رافع ورجلاً من