عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سليمان بن يسار، ذكره مرسلاً. هكذا في الموطأ.
وقال فيه بشر بن السري خارج الموطأ: عن مالك: سليمان بن يسار، عن أبي رافع. وهكذا قال مطر الوراق عن ربيعة، ذكره الدارقطني عنهما، وقال: هما ثقتان، يعني: بشراً ومطراً. وخرجه النسائي، والترمذي من طريق مطر مسنداً، وقال: إن سليمان لم يدرك أبا رافع، ولعله سمع هذا الحديث من ميمونة، فإنه قد روى عنها أيضاً».
قلت: هكذا عزى رواية بشر للدارقطني وحده في العلل بغير إسناد.
تابع مالكاً على إرساله:
أ - أنس بن عياض أبو ضمرة مدني ثقة، قال: حدثني ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سليمان بن يسار؛ أن رسول الله ﷺ بعث أبا رافع، ورجلاً من الأنصار، فأنكحاه ميمونة وهو بالمدينة، قبل أن يخرج.
أخرجه ابن سعد في الطبقات (٨/ ١٣٤).
وهذا مرسل بإسناد صحيح.
ورواه عبد الله بن محمد بن عبد الله الخفاف [عبد الله بن محمد بن عبد الله بن بندار أبو محمد الحذاء المقرئ، ويعرف بابن الخفاف: صحيح السماع، وقال ابن خيرون:«كان يكذب في القراءات». تاريخ بغداد (١١/ ٣٧٧) تاريخ الإسلام (١٠/٢٩). اللسان (٤/ ٥٩٠)]، قال: أخبرنا محمد بن المظفر [محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى البزاز البغدادي: ثقة حافظ. سؤالات السلمي (٣٥١). تاريخ بغداد (٤/ ٤٢٦). السير (١٦/ ٤١٨). اللسان (٧/ ٥٠٩)]، قال: حدثنا محمد بن القاسم بن عبد الرحمن بن أبي نزار، قال: حدثنا ياسين بن محمد الأنباري، قال: حدثنا محمد بن سليمان بن أبي داود الأنباري [إن كان هو الحراني، الملقب: بومة، فهو: لا بأس به، وإلا فلا أدري من هو؟]، قال: حدثنا أبو ضمرة عن ربيعة، عن أنس قال: بعث النبي ﷺ أبا رافع، ورجلاً من الأنصار، فأنكحاه ميمونة قبل أن يحرم.
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (١٦/ ٥١٩).
قال ابن عبد الهادي في التنقيح (٣/ ٤٧٥): «هذا حديث غريب من هذا الوجه، وفي إسناده من تجهل حاله، والصَّواب: رواية ربيعة عن سليمان، والله أعلم».
قلت: هذا حديث باطل؛ إسناده مجهول، ياسين بن محمد الأنباري: ترجم له الخطيب في تاريخه بهذا الحديث، وبهذا الإسناد وحده، فهو مجهول؛ لا يدرى من هو؟ وليس هو الراوي عن أبي حازم المديني، والمترجم له في الميزان (٤/ ٣٥٨)، واللسان (٨/ ٤١١)، وغيرهما.
والراوي عنه: محمد بن القاسم بن عبد الرحمن بن أبي نزار: مجهول مثله، لم أقف له على ترجمة، ولم يترجم له الخطيب.
ب - ورواه الحميدي [عبد الله بن الزبير أبو بكر الحميدي: ثقة حافظ، فقيه إمام]،