للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

مطر الوراق، ومطر عندهم ليس هو ممن يحتج بحديثه. وقد رواه مالك، وهو أضبط منه وأحفظ، فقطعه».

وقال في اختلاف العلماء (٢/ ١١٥ - اختصار الجصاص): «هذا الحديث لم يرفعه غير مطر الوراق، وإنما أصله عن سليمان بن يسار حكاية عنه، … غير مذكور فيه أخذه عن أبي رافع، ولا يمكن أن يكون لسليمان بن يسار سماع من أبي رافع؛ لأنه مات في صدر خلافة علي أو قبل ذلك، واستخلف علياً على بيته، وقد ذكرنا في الزكاة أن علياً لما دفع إليهم أموالهم وجدوها ناقصة، فسألوه عن ذلك، فقال: أتروني يكون عندي مال يحول عليه الحول لا أزكيه، فذلك يوجب تقدم موته، وينفي لقاء سليمان إياه».

قلت: ليس فيه نفي اللقاء؛ إلا مطلق التحكم.

وقال ابن أبي حاتم في المراسيل (٢٩٣): كتب إليَّ علي بن أبي طاهر: حدثنا الأثرم، قال: قلت لأبي عبد الله: حديث سفيان، عن أبي النضر عن سليمان بن يسار، عن عبد الله بن حذافة، في أيام التشريق:

سفيان أسنده، وقال مالك بن أنس: إن النبي بعث عبد الله بن حذافة؟

فقال: نعم؛ مرسل، وسليمان بن يسار: لم يدرك عبد الله بن حذافة، قال: وهم كانوا يتساهلون بين: عن عبد الله بن حذافة، وبين أن النبي بعث عبد الله بن حذافة، وهو مرسل.

وقلت لأبي عبد الله: وحديث أبي رافع: أن النبي بعثه يخطب ميمونة؛ قال مالك، عن سليمان بن يسار: أن النبي ، وقال مطر: عن أبي رافع؟ فقال: «نعم؛ وذلك أيضاً».

وقال الدارقطني في العلل (٧/١٣/١١٧٥): «يرويه ربيعة بن أبي عبد الرحمن، واختلف عنه؛ فرواه مطر الوراق عن ربيعة، عن سليمان بن يسار، عن أبي رافع متصلاً. وكذلك رواه بشر بن السري عن مالك بن أنس، عن ربيعة، عن سليمان بن يسار، عن أبي رافع.

وخالفه: أصحاب مالك، فرووه عن مالك، عن ربيعة، عن سليمان: أن النبي بعث أبا رافع مرسلاً. وحديث مطر، وبشر السري متصلاً، وهما ثقتان. ورواه الدراوردي، عن ربيعة، عن سليمان بن يسار: أن النبي مرسلاً».

وقال القدوري في التجريد (٤/ ١٨٣٥): «فإن قيل: روى سليمان بن يسار، عن أبي رافع، قال: تزوج رسول الله ميمونة وهو حلال، وبنى بها وهو حلال وكنت أنا الرسول بينهما.

… وإنما هذا من حديث ابن عباس، وحديثه أثبت من حديث يزيد بن الأصم، وأبي رافع؛ لأن سليمان بن يسار لم يلق أبا رافع مات أبو رافع في خلافة عثمان، وسن سليمان لا يحتمل أن يشاهده.

<<  <  ج: ص:  >  >>