حديث ابن عباس المتصل، ليأخذ بمرسل يزيد بن الأصم، إلا لكونه معه زيادة علم ليست مع ابن عباس، ثم إنه قد رواه موصولاً: حبيب بن الشهيد، والوليد بن زروان، عن ميمون بن مهران، عن يزيد بن الأصم، عن ميمونة، ورواه جرير بن حازم، عن أبي فزارة، عن يزيد بن الأصم، عن ميمونة، وكلاهما صريح في اتصاله، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
قال الدارقطني في العلل (١٥/٢٦٣/٤٠١٣): «ورواه الحكم، عن يزيد بن الأصم مرسلاً، عن النبي ﷺ قاله معاذ، وغندر: عن شعبة، عنه. ورواه بعض الأصبهانيين، عن أبي داود عن شعبة عن الحكم، عن يزيد بن الأصم، عن ميمونة. والمرسل أصح».
٥ - عبد الله بن محرر، عن يزيد بن الأصم:
يرويه: يونس بن بكير [كوفي، صدوق، تكلم الناس فيه صاحب غرائب، وقد ضعفه بعضهم مثل النسائي. الكامل (٧/ ١٧٨). الميزان (٤/ ٤٧٧). التهذيب (٤/ ٤٦٦)]، عن عبد الله بن محرر، عن يزيد بن الأصم، أن رسول الله ﷺ تزوج ميمونة وهو حلال بسرف، وبنى بها وهو حلال في قبة لها، فماتت فيها.
أخرجه ابن هشام في السيرة (٢٦٦)[وبسنده تحريف].
قلت: وهذا إسناد واه بمرة، عبد الله بن محرر الجزري: متروك، هالك، منكر الحديث.
وحاصل ما تقدم:
فإن حديث ميمونة: أن النبي ﷺ تزوجها وهو حلال: حديث صحيح ثابت، وصله: حبيب بن الشهيد، والوليد بن زروان، عن ميمون بن مهران، عن يزيد بن الأصم، عن ميمونة.
وأرسله عن ميمون: أيوب السختياني، وجعفر بن برقان، وعمرو بن ميمون، وأبو المليح الحسن بن عمر الرقي، وثور بن يزيد الحمصي.
ثم إنه قد رواه موصولاً: جرير بن حازم:: حدثنا أبو فزارة راشد بن كيسان، عن يزيد بن الأصم: حدثتني ميمونة بنت الحارث؛ أن رسول الله ﷺ تزوجها وهو حلال. هكذا رواه متصلاً، وأخرجه من طريقه: مسلم في الصحيح.
وأرسله عن يزيد بن الأصم: الزهري، والحكم بن عتيبة.
وقد احتف بهذه المراسيل من القرائن ما دل على اتصاله، وأن يزيد بن الأصم إنما أخذه عن ميمونة، مثل إرسال عمر بن عبد العزيز ميمون بن مهران إلى ابن الأصم يسأله عن ذلك، ومثل إشارة ميمون بن مهران إلى الاتصال بقوله: وكانت ميمونة خالته، ومثل قول عطاء بن أبي رباح: ما كنا نأخذ هذا إلا عن ميمونة، ثم استثباته من صفية بنت شيبة، ومثل تصرف الزهري مع عمرو بن دينار، وتقديم رواية يزيد بن الأصم على رواية