كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٥ - كتاب المناسك - ٣٩ - باب المحرم يتزوج - ج: 28 - ص: 413

موصولاً، وقد أخرجه مسلم من طريقه موصولاً، قال البيهقي في السنن (٧/ ٢١٠) بعد حديث حماد بن سلمة الموصول: «وكذلك رواه أبو فزارة، عن يزيد بن الأصم، قال: حدثتني ميمونة بنت الحارث؛ أن رسول الله ﷺ تزوجها وهو حلال. ومن ذلك الوجه أخرجه مسلم في الصحيح».

ثم إنه لو كان عند الدارقطني حديث حماد بن زيد عن أبي فزارة مرسلاً؛ لكان أولى به أن يعارض به حديث جرير الموصول، لا أن ينسب الإرسال إلى جرير؛ وأما دعوى وقوع سقط في الكلام؛ فلا أرى دليلاً عليه، وذلك فضلاً عن كون البيهقي لم يذكر فيه خلافاً على أبي فزارة، في الوصل والإرسال، والله أعلم.

٢ - ابن شهاب الزهري، عن يزيد بن الأصم:

• رواه الحميدي والشافعي، وأبو بكر ابن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، وابن المقرئ محمد بن عبد الله بن يزيد، وعبد الرزاق بن همام، وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم العبدي، وإبراهيم بن بشار الرمادي [وهم ثقات، وفيهم جماعة من أثبت الناس في ابن عيينة]:

عن ابن عيينة: حدثنا عمرو بن دينار: أخبرني أبو الشعثاء، عن ابن عباس ﵄؛ أن النبي ﷺ نكح وهو محرم.

قال عمرو: قد ذكرته للزهري، ثم قال: يا عمرو من تراها؟ قلت: يقولون: ميمونة، فقال ابن شهاب: أخبرني يزيد بن الأصم؛ أن النبي ﷺ تزوجها وهو حلال. فقال عمرو لابن شهاب: تجعل أعرابياً يبول على عقبه مثل ابن عباس؟ فقال ابن شهاب: هي خالته، فقال عمرو: هي خالة ابن عباس أيضاً. لفظ الحميدي [عند الحاكم].

ولفظ الحميدي [عند يعقوب، ومن طريقه البيهقي]: قال عمرو بن دينار: قلت لابن شهاب: أخبرني أبو الشعثاء، عن ابن عباس؛ أن النبي ﷺ نكح وهو محرم. فقال ابن شهاب: أخبرني يزيد بن الأصم: أن النبي ﷺ نكح ميمونة وهو حلال، وهي خالته. فقلت لابن شهاب: أتجعل أعرابياً بوالاً على عقبيه إلى ابن عباس؟ وهي خالة ابن عباس أيضاً. ولفظ الشافعي [في الاختلاف، والمسند]: عن عمرو بن دينار، عن الزهري، قال: أخبرني يزيد بن الأصم؛ أن رسول الله ﷺ نكح وهو حلال. قال عمرو: فقلت لابن شهاب: أتجعل يزيد بن الأصم إلى ابن عباس؟

ولفظه في السنن: عمرو بن دينار، عن ابن شهاب، عن يزيد بن الأصم؛ أن النبي ﷺ نكح ميمونة - وهي خالته - وهو غير محرم. قال عمرو: فحدثت الزهري بحديث جابر بن زيد، عن ابن عباس، عن النبي ﷺ أنه نكح وهو محرم. فقال: حدثني يزيد بن الأصم، أن النبي ﷺ نكح وهو غير محرم. قال عمرو: فقلت: وما يدري يزيد، وهو أعرابي بوال؟ أتجعله إلى ابن عباس؟! ونحوه لفظ الشافعي وابن بشار [مقرونين عند الطحاوي].

ولفظ ابن نمير [عند مسلم]: سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء؛