للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

صحابي جليل، توفي سنة (٦٨)، ويزيد تابعي من الطبقة الثالثة، توفي سنة (١٠٣)، وبين وفاتيهما قرابة (٣٥) عاماً، ويزيد في نفسه: ثقة مشهور، وثقه: أبو زرعة، والنسائي، وابن سعد، والعجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، ولد بعد النبي بدهر، قال ابن عمار: «ربته ميمونة بنت الحارث»، وهي خالته، فكان له بها اختصاص أكثر من غيره [انظر: التهذيب (١٤/ ٦٧٦ - ط دار البر) ولذا أخذ بقوله عن ميمونة في زواجها من رسول الله وهو حلال: الخليفة العادل الزاهد عمر بن عبد العزيز، وجماعة من علماء التابعين وفقهائهم: الزهري، وميمون بن مهران وعطاء بن أبي رباح، ووافقته على ذلك: الصحابية صفية بنت شيبة العبدرية، وسليمان بن يسار؛ كل هذا يرفع من شأنه، والثقة بقوله في شأن ميمونة، لا سيما وهو ينقل هذا القول عنها، وهي كانت أعلم بأمرها من ابن عباس، ثم إن سليمان بن يسار التابعي الفقيه الجليل، مولى ميمونة بنت الحارث: أخبر أن النبي بعث مولاه أبا رافع ورجلاً من الأنصار فزوجاه ميمونة بنت الحارث، ورسول الله بالمدينة قبل أن يخرج، يعني: وهو حلال، وسليمان بن يسار: كان عالماً بحال ميمونة، وأخذ عنها، كما أنه أدرك أبا رافع وسمع منه، والغالب أنه إما نقل هذا عن ميمونة، أو عن أبي رافع، والله أعلم.

والزهري لم يسلم لعمرو بن دينار ولم يترك الإنكار عليه حين قال له هذا القول في يزيد؛ بل رد عليه بحجة بالغة هي خالته يعني أنها هي التي أخبرته بذلك، وكان ربيباً عندها، فلما وجد عمراً مُتمسكاً بقول ابن عباس وجد أن الأمر سيدخل في جدل عقيم لا داعي له؛ فآثر السلامة والسكوت؛ ثم إن عمرو بن دينار لم يعترض على الزهري بكونه مرسلاً، بل سلم له في أصل الرواية، ومقتضاها أن يزيد بن الأصم إنما أخذه عن ميمونة. وأما طعن الطحاوي في حديث عثمان الثابت الصحيح بأسلوب مخالف لمناهج النقاد الكبار؛ فلم يكن إلا نوعاً من التدليس والتلبيس والتهويل:

قال البيهقي في الخلافيات (٣/ ١٨٤) - اختصار ابن فرح ونبيه بن وهب: من أشراف بني عبد الدار، معروف الدار والنسب بمكة، روى عنه: نافع مولى ابن عمر، وبكير بن عبد الله، وأيوب بن موسى، وعبد الأعلى، وعبد الجبار ابنا نبيه، وسعيد بن أبي هلال، والمسور بن عبد الملك. قال ابن خزيمة: فكيف يكون مجهولاً من هو معروف الدار والنسب، وقد روى عنه مثل هؤلاء، قال: ولقد سمعت مسلم بن الحجاج يقول: وذكر له قول من زعم أن نبيه بن وهب مجهول؛ قال: لو سمع بنو عبد الدار بن قصي هذا القول، لقذفوا قائله.

وروي ذلك عن ابن عمر موقوفاً ومرفوعاً، وروي عن عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت، وعبد الله بن عمر، .

قلت: نبيه بن وهب بن عثمان بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي العبدري: قال النسائي وابن معين، وابن سعد: «ثقة»، وذكره ابن حبان في الثقات،

<<  <  ج: ص:  >  >>