للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بل إن عطاء لعلمه بأن يزيد إنما أخذه عن خالته ميمونة يقيناً لا شك فيه، قال: ما كنا نأخذ هذا إلا عن ميمونة، يعني: أن يزيد يخبره بذلك عن ميمونة، لا عن اجتهاد نفسه، ثم قال: وكنا نسمع أن رسول الله تزوجها وهو محرم، يعني: من ابن عباس، وقد اشتهر ذلك عنه، فترك عطاء حديث ابن عباس، وأخذ بحديث يزيد بن الأصم عن ميمونة، لأنها أعلم بالواقعة من ابن عباس، وهذا بنص قول عطاء؛ فواعجباً!.

ثم إن هناك إشارة من ميمون بن مهران لهذا الاتصال، فإنه لما نقل عن يزيد بن الأصم قوله: تزوجها وهو حلال، عقبه بقوله: وكانت ميمونة خالة يزيد بن الأصم؛ يشير بذلك أنها هي التي أخبرته بذلك، وإلا فما هو الداعي لذكر هذه العلاقة بعد قول يزيد؟

• ورواه معمر، عن أيوب وجعفر بن برقان، قالا: كتب عمر بن عبد العزيز إلى ميمون بن مهران: أن يسأل يزيد بن الأصم: كيف تزوج رسول الله ميمونة أحلالاً أم حراماً؟ فسأله، فقال: بل تزوجها حلالاً، وكتب بذلك إليه. [أخرجه عبد الرزاق، عزاه إليه: ابن عبد البر في التمهيد (٣/ ١٥٥)، وتقدم ذكره في طرق حديث أيوب].

• ورواه يونس بن بكير، قال: حدثنا جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، عن يزيد بن الأصم، قال: تزوج رسول الله ميمونة وهو حلال، بعث إليها الفضل بن عباس ورجلاً معه فزوجاها إياه. لفظ ابن هشام.

ولفظ ابن الأثير: تزوج رسول الله ميمونة وهو حلال في قبة لها، وماتت فيها.

أخرجه ابن هشام في السيرة (٢٦٦)، وابن الأثير في أسد الغابة (٧/ ٢٦٣).

قلت: وهذا مرسل غريب المتن، تفرد به يونس بن بكير، وهو: كوفي، صدوق، تكلم الناس فيه، صاحب غرائب، وقد ضعفه بعضهم مثل النسائي [الكامل (٧/ ١٧٨). الميزان (٤/ ٤٧٧). التهذيب (٤/ ٤٦٦)].

• ورواه أبو نعيم الفضل بن دكين [ثقة ثبت]، ومخلد بن يزيد الحراني [لا بأس به]: حدثنا جعفر بن برقان: أخبرني ميمون بن مهران قال: سألت صفية بنت شيبة، فقالت: تزوج رسول الله ميمونة بسرف، وبنى بها ثُمَّ في قُبَّة لها، وماتت بسرف، ثم دفنت في موضع قبتها التي بنى بها فيها. لفظ أبي نعيم [عند ابن سعد].

ولفظ مخلد [عند النسائي] عن صفية قالت: تزوج رسول الله ميمونة وهو حلال، وبنى بها بسرف، وكان قبر ميمونة بسرف.

أخرجه النسائي في الكبرى (٥/ ١٨٢/ ٥٣٨٢)، وابن سعد في الطبقات (٨/ ١٣٩)، وابن أبي خيثمة [عزاه إليه: ابن تيمية في شرح العمدة (٤/ ٦٣٢ - ط عطاءات العلم)]، ومن طريقه ابن عبد البر في الاستيعاب (٤/ ١٩١٨). [التحفة (١١/ ١٢٢/ ١٥٩٠٦)، المسند المصنف (٣٦/ ٣٢٢/ ١٧٥٠٠)].

وهذا حديث صحيح، رجاله ثقات، وإسناده متصل، سمع بعضهم من بعض، وصفية بنت شيبة: الصحيح أن لها رؤية، وأنها سمعت النبي ، وإن كان عامة روايتها عن

<<  <  ج: ص:  >  >>