للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قلت: له حديث آخر يرويه حجاج بن حجاج عنه، عن ميمون بن مهران، عن يزيد، عن ميمونة أنها حدثته: أن رسول الله تزوجها حلالاً، وبنى بها حلالاً، وتزوجها بسرف.

أخرجه النسائي في الكبرى (٥/ ١٨٣/ ٥٣٨٣)، والطبراني في الأوسط (٧/ ١٠٣/ ٦٩٨٢)، والبيهقي (٥/ ٦٦)، وهو في مشيخة ابن طهمان برقم (٦٦).

وهو حديث اختلف فيه على ميمون بن مهران ويزيد بن الأصم، وهو في صحيح مسلم (١٤١١)، من رواية أبي فزارة عن يزيد عن ميمونة به.

لكن الوليد بن زروان هذا وهم فيه، انظر: علل الدارقطني (١٥/ ٢٦٣/ ٤٠١٣).

وعلي هذا فهو قليل الرواية جداً، ثم هو يهم في حديثه على قلته، مما يدل على ضعفه، ولقلة حديثه جداً: لما قيل للإمام أحمد: الوليد بن زروان؟ قال: «هذا يحدث عنه أبو المليح، فما لي به تلك المعرفة [سؤالات أبي داود (٣٢٥)].

وأما قول ابن القيم في تهذيب السنن (١/ ١٦٧) رداً على ابن حزم وابن القطان: «وفي هذا التعليل نظر، فإن الوليد هذا: روى عنه جعفر بن برقان، وحجاج بن منهال [كذا قال، وإنما هو: حجاج بن حجاج]، وأبو المليح الحسن بن عمر الرقي وغيرهم، ولم يعلم فيه جرح».

فهذا ليس بكاف في قبول روايته؛ وكذلك ما قاله ابن حجر في النكت (١/ ٤٢٣): وإسناده حسن؛ لأن الوليد وثقه ابن حبان، ولم يضعفه أحد، وتبعه على ذلك السخاوي في فتح المغيث (١/ ٧٥)؛ وذلك لأن الوليد هذا لم يوثقه غير ابن حبان حيث أورده في ثقاته، ولا يعرف له سماع من أنس، قال أبو داود: لا ندري سمع من أنس أم لا؟» [سؤالات الآجري (٥/ ق ٢٩) وقال أحمد: «فما لي به تلك المعرفة»؛ لقلة روايته جداً، بل هو يهم في حديثه على قلته، ولم يتابعه على هذه الرواية معتبر.

فهو مجهول الحال؛ كما قال ابن القطان، أو بالأحرى أن يقال فيه: ضعيف [انظر: التاريخ الكبير (٨/ ١٤٤). الجرح والتعديل (٩/٤). الثقات (٧/ ٥٥٠). التهذيب (٩/ ١٤٩). الإكمال (١٢/ ٢٣٥). الميزان (٤/ ٣٣٨)، وقال: «ما ذا بحجة، مع أن ابن حبان وثقه»]. انتهى النقل من كلامي في الفضل، وقد ضعفت حديثه عن أنس في تخليل اللحية.

هـ وأقول: أما حديث أنس في التخليل فهو ضعيف؛ لأجل عدم ثبوت سماع الوليد بن زروان من أنس.

وأما القول في الوليد بن زروان، وميلي إلى القول بتضعيفه أو تجهيله؛ فإنما منشؤه من تصرف الدارقطني في العلل (١٥/ ٢٦٣/ ٤٠١٣)، حيث رجح رواية من أرسل الحديث عن ميمون بن مهران، وسيأتي بيان أن هذه الروايات التي ظاهرها الإرسال قد دلت القرائن أنها متصلة على الحقيقة، وعلى هذا فلا تخالف بين رواية حماد بن سلمة عن حبيب بن الشهيد، ومتابعة الوليد بن زروان له، كلاهما عن ميمون بن مهران، عن يزيد بن الأصم،

<<  <  ج: ص:  >  >>