لا يُلتَفتُ إليها، ولم ينبه على عِلتها وضعفها، وأمسك عن الطعن فيها؛ تلبيساً على من يُعنى بقوله، ولا يخفى ذلك عليه؛ إذ هو نفسه من ضعفها في العلل، والله المستعان.
٢ - عن أنس بن مالك:
أ - يرويه: محمد بن علي بن حبيش [الناقد: ثقة. تاريخ بغداد (٤/ ١٤٥). تاريخ الإسلام (٨/ ١٣٩)] حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور [الجوهري: وثقه الخطيب والذهبي. تقدمت ترجمته قريباً]: حدثنا القواريري [عبيد الله بن عمر بن ميسرة القواريري: ثقة ثبت]: حدثنا محمد بن دينار الطاحي، عن أبان، عن أنس، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يَتَزَوَّجُ المحرم، ولا يُزَوَّجُ».
أخرجه الدارقطني (٤/ ٣٨٨/ ٣٦٥٢). [الإتحاف (١/ ٣٩٢/ ٢٨٥)].
قلت: وهذا حديث منكر؛ رواه عن أنس: أبان بن أبي عياش، وهو: متروك، منكر الحديث، رماه شعبة بالكذب والراوي عنه: محمد بن دينار الطاحي، وهو: ليس بالقوي، سيئ الحفظ، كثير الأوهام، ولم ينبه الدارقطني على شيء من ذلك.
ب - وروى روح بن الفرج، قال: حدثنا أحمد بن صالح [المصري: ثقة حافظ]، قال: حدثنا ابن أبي فديك [محمد بن إسماعيل ابن أبي فديك: مدني، صدوق]، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن أبي بكر، قال: سألت أنس بن مالك ﵁ عن نكاح المحرم؟ فقال: وما بأس به، هل هو إلا كالبيع.
أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (٢/ ٢٧٣/ ٤٢٢٣)، وفي شرح المشكل (١٤/ ٥٢٠). [الإتحاف (٢/ ٩٦/ ١٢٩٨)].
قال الطحاوي في شرح المشكل (١٤/ ٥٢١): «هكذا حدثنا روح، فقال فيه: عن عبد الله بن محمد بن أبي بكر، وبعض الناس يقول: إن بين عبد الله وبين أنس: محمد بن أبي بكر، وهو أبو عبد الله هذا، وهو الثقفي، قد روى عنه مالك، وغيره، … ».
وقال ابن حجر في الفتح (٩/ ١٦٦): «وإسناده قوي، لكنه قياس في مقابل النص، فلا عبرة به، وكأن أنساً لم يبلغه حديث عثمان».
وقال العيني في العمدة (٢٠/ ١١٠): «وهذا إسناد صحيح».
قلت: لا يثبت هذا عن أنس بن مالك.
هـ قال البخاري في التاريخ الكبير (٥/ ١٨٨) (٦/ ٢٣٨ - ط الناشر المتميز): «عبد الله بن محمد بن أبي بكر الثقفي: يُعَدُّ في أهل المدينة، عن أبيه سمع أنساً، روى عنه: ابن أبي فديك»، وقال أبو حاتم: «مديني، روى عن أبيه عن أنس، روى عنه ابن أبي فديك» [الجرح والتعديل (٥/ ١٥٨)]، فلم يزد على كلام البخاري شيئاً، ولم يذكره ابن حبان في الثقات [وانظر: مغاني الأخيار (٢/ ١٣٤)]، فهو مجهول، وإنما يُعرف السماع لأبيه من أنس.
وأبوه ثقة معروف، وهو الذي سمع أنساً، وتقدم له معنا حديث في التلبية: