للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[ليس به بأس]، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه دخل حماما بالجحفة وهو محرم.

أخرجه إبراهيم بن مسلم الخوارزمي في الطهارة [عزاه إليه: ابن ناصر الدين في جامع الآثار (٥/ ٥٠٣)، وبسنده تحريف].

وهو صحيح عن ابن عباس موقوفا عليه.

قال ابن عبد البر في التمهيد (٤/ ٢٧١)، وفي الاستذكار (٤/١١): «وروي عن ابن عباس من وجه ثابت: أنه كان يدخل الحمام وهو محرم».

وقال ابن قدامة في المغني (١/٢٩): «وقال الشافعي: لا يكره [أي: الماء المسخن]؛ لأن النبي دخل حماما بالجحفة.

ولنا، أنه ماء تردد بين الطهارة والنجاسة مع وجود سببها، فأقل أحواله الكراهة، والحديث لا يثبت عن النبي ، وإنما يروى عن ابن عباس».

قلت: لم أقف على إسناد المرفوع، ولا يصح حديث مرفوع في دخول النبي الحمام، إذ لم يكن الحمام معروفا ببلاد العرب، وإنما رواه الشافعي موقوفا، ولا كراهة في استعمال الماء المسخن، وفعل الصحابي هنا حجة، ولا حرج على المحرم في إزالة الوسخ والدرن عن جسده.

وقال القرطبي في تفسيره (١٥/ ٢٠٥ - ط الرسالة): «وصح عن ابن عباس؛ أنه دخل الحمام وهو محرم بالجحفة».

وقال ابن تيمية: «لم يكن بأرض الحجاز حمام على عهد رسول الله وخلفائه، ولم يدخل النبي حماما، ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان، والحديث الذي يروى: أن النبي دخل الحمام: موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث، ولكن علي لما قدم العراق كان بها حمامات، وقد دخل الحمام غير واحد من الصحابة، وبني بالجحفة حمام دخلها ابن عباس وهو محرم» [مجموع الفتاوى (٢١/ ٣٠١)].

وقال ابن كثير في آداب دخول الحمام (٢٥): «والحديث الذي يروى أن النبي دخل حمام الجحفة، موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث، وليس بصحيح.

وإنما روى الإمام الحافظ أبو بكر بن أبي شيبة في كتابه الذي صنفه: عن إسماعيل بن علية، عن أيوب، عن عكرمة؛ أن ابن عباس دخل حمام الجحفة. وهذا إسناد صحيح».

وقال ابن ناصر الدين في جامع الآثار (٥/ ٥٠٣): «ولما نزل رسول الله الجحفة دخل حماما بها، فيما ذكره بعضهم. وهذا غير صحيح، وقد ذكرته لئلا يغتر به، وإنما يروى هذا عن ابن عباس من فعله؛ فيما خرجه أبو إسحاق إبراهيم بن مسلم الخوارزمي في كتاب الطهارة له، فقال: حدثنا بشر بن السري، عن يعقوب بن محمد بن طحلاء، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس؛ أنه دخل حماما بالجحفة وهو محرم».

وانظر: غريب ألفاظ الشافعي (١١٩). المواهب اللدنية للقسطلاني (٢/ ٨٢).

الأسرار المرفوعة (٢٠١). المصنوع في معرفة الموضوع (١٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>