حبيب: «موضوع المتن مقلوب الإسناد، ولا يحتشم حبيب في وضع الحديث على الثقات، وأمره بين في الكذابين» [التهذيب (١/ ٣٤٩) (٢/ ٨١٣ - ط دار البر). الميزان (١/ ٤٥٢). الكامل (٣/ ٣٢٩) (٤/ ١٢٧ - ط الرشد)].
* وروى الشافعي، وأبو بكر بن أبي شيبة:
حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الكريم بن مالك الجزري، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: ربما قال لي عمر بن الخطاب: تعال أباقيك في الماء؛ أينا أطول نفسا؟ ونحن محرمون. لفظ الشافعي. وفي رواية: تعال أماقلك.
ولفظ ابن أبي شيبة: عن ابن عباس، قال: قال لي عمر: تعال معي حتى أباقيك في الماء أينا أصبر؟ ونحن محرمون.
أخرجه الشافعي في الأم (٣/ ٣٦٢ و ٥٢٨/ ١٠٣٤ و ١٣١٨)، وفي المسند (١١٧)، وابن أبي شيبة (٧/ ٤٥٣/ ١٣٢٩٦ - ط الشثري)، والبيهقي في الكبرى (٥/ ٦٣)، وفي المعرفة (٧/ ١٧٣/ ٩٧٠٥)، وابن القيسراني في صفوة التصوف (٤٤١).
قلت: وهذا موقوف على عمر وابن عباس بإسناد صحيح على شرط البخاري.
قال ابن كثير في مسند الفاروق (١/ ٤٨٠ - ط الفلاح): «إسناد صحيح». قال أبو السعادات ابن الأثير في الشافي (٣/ ٣٤١): «أباقيك: من البقاء؛ الثبات والدوام، المعنى يقال: نغوص في الماء ونبصر أينا يبقى في الماء أكثر، تقول: باقيته أباقيه مباقاة، وقد روي في هذا الأمر في بعض الكتب فقال: أنافسك بالفاء والسين من النفس، والذي جاء في المسند بالقاف والياء كما ذكرنا.
وربما يجوز أن يكون بمعناها الحقيقي وهو التعليل، وأن يكون قصد معناها وهو التكثير، وكأنه فيها أحسن؛ لأنه مستدل بوقوع هذا الفعل من عمر، وكثرة وقوعه أدل على جوازه».
* ورواه عبد الله بن المبارك [ثقة حجة، إمام ناقد فقيه]، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كنت أرامس عمر بن الخطاب بالجحفة، ونحن محرمون. أخرجه السرقسطي في دلائل الحديث (٣/ ١١٧٢/ ٦٥٢).
وهذا موقوف على عمر وابن عباس بإسناد صحيح على شرط البخاري.
* ورواه حماد بن سلمة [ثقة]، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس: أنه كان هو وابن عمر بإخاذ بالجحفة يترامسان، وهما محرمان.
علقه ابن حزم في المحلى (٥/ ٢٧٩) (٧/ ٢٧٩ - ط الفلاح) (٨/ ٤٥٩ - ط بشار).
وهذا موقوف على عمر وابن عباس بإسناد صحيح، وكذا وقع عنده: ابن عمر، وهو وهم، إنما هو عمر بن الخطاب، وقصة ابن عباس مشهورة له مع عمر بن الخطاب بهذا السياق والإسناد، وقد رواه الإمام الجهبذ الحافظ الثبت: عبد الله بن المبارك، عن خالد الحذاء به، فقال فيه: كنت أرامس عمر بن الخطاب بالجحفة، ونحن محرمون.