أخرجه إبراهيم الحربي في غريب الحديث (٢/ ٥٨٨).
وهذا موقوف على عمر بإسناد لا بأس به في المتابعات، وحجاج بن أرطاة: ليس بالقوي، وقد سمع عطاء بن أبي رباح، وكان راوية له، وأكثر عنه جدا، فهو صالح في المتابعات، والعمدة على رواية ابن جريج.
قال إبراهيم الحربي: «قوله: تلم بها شعثي؛ يعني: ما تفرق من أمري، يقال: لم الله شعثكم؛ أي: جمع ما تفرق من أموركم …
قوله: إن الماء لا يزيده إلا شعثا، أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الشعث أن يتفرق الشعر، فلا يكون متلبدا».
هـ وروى سعيد بن سالم [القداح: ليس به بأس]، عن ابن جريج، عن عطاء؛ أنه بلغه أن ناسا تماقلوا بين يدي عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وهو بساحل من السواحل، وعمر ينظر إليهم، فلم ينكره عليهم.
أخرجه الشافعي في الأم (٣/ ٣٦٢/ ١٠٣٣)، ومن طريقه البيهقي في المعرفة (٧/ ٩٧٠٧/ ١٧٤)
وهذا منقطع، عطاء بن أبي رباح: لم يدرك عمر بن الخطاب.
قال أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث (١/ ٤٤٦): «المقل: هو الغمس، يقال للرجلين: هما يتماقلان: إذ تغاطا في الماء».
وقال أبو بكر الأنباري في الزاهر (٢/ ١٤١): «يقال: مقلت الشيء في الماء: إذا غمسته فيه، ويقال: الرجلان يتماقلان في الماء، أي: يتغاطان فيه».
قال أبو السعادات ابن الأثير في الشافي (٣/ ٣٤٢): «تماقلوا: تفاعلوا من المقل، وهو الغمس في الماء، مقله في الماء مقلا غمسه فيه، ومنه الحديث: «إذا وقع الذباب في الطعام فامقلوه» - أي: اغمسوه فيه؛ فإن في أحد جناحيه سما وفي الآخر الشفاء».
[وانظر: تهذيب اللغة (٩/ ١٥١). الصحاح (٥/ ١٨٢٠). النهاية (٤/ ٣٤٧)].
قلت: هذا هو المعروف عن ابن جريج عن عطاء في التماقل.
* وأما ما رواه حبيب بن رزيق: حدثنا عبد العزيز بن عبد الملك بن جريج، عن أبيه، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: نزل رسول الله ﷺ الجحفة فدخل في غدير، ومعه أبو بكر وعمر ﵄ يتماقلان، فأهوى عثمان إلى ناحية رسول الله ﷺ، فاعتنقه رسول الله ﷺ فقال: «هذا أخي ومعي».
أخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (١/ ٣١٤)، بإسناد صحيح إلى حبيب هذا، ومن طريقه: ابن عساكر في تاريخ دمشق (٣٩/ ١٢٥).
قلت: هذا حديث كذب موضوع، آفته حبيب هذا، وهو: حبيب بن أبي حبيب كاتب مالك، وهو: متروك، يضع الحديث، رماه بالكذب أو بالوضع: ابن المديني، وأحمد، وأبو حاتم، وأبو داود، والنسائي، وابن عدي، حتى قال فيه ابن عدي: وعامة حديث