للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ليس الشعر، «وزوال شعثه؛ لزمتني الفدية، فإن أمرتني كانت عليك، فأخبره عمر أنه لا فدية في ذلك الفعل على فاعله ولا على الأمر به. هذا معنى قوله، والله أعلم».

قلت: هذا مجرد احتمال وارد في الذهن مبناه على المذهب، ولا يلزم أن يكون هذا هو مراد يعلى، وسيأتي مزيد بيان لذلك.

وقال أبو الوليد الباجي في المنتقى (٢/ ١٩٤): صب يعلى على رأس عمر وهو يغتسل؛ يحتمل أن يكون من وراء ستر، ويحتمل أن يغتسل عمر تبردا وعليه إزار، فإن الغسل للتبرد جائز للمحرم وإن كان لغير ضرورة، وهذه رواية ابن القاسم عن مالك.

ووجه ذلك: ما قاله عمر بن الخطاب : لا يزيد الماء البارد الشعر إلا شعثا، وإنما يكره غسل الرأس بما يزيل الشعث، أو يسبب قتل شيء من الحيوان كالخطمي ونحوه، فمن غسل رأسه به افتدى.

وقوله: يعني: أتريد أن تجعلها بي: حذر من أن يكون صب الماء يلحق به أمرا من فدية أو غيرها؛ فقال: أتريد أن تجعل ذلك علي إذ وليتني الصب؛ إن أمرتني صببت؟ يريد أنه إنما أفعل ما تأمرني به فكراهيته إنما تتعلق بالأمر، «فقال له عمر: اصبب؛ فلن يزيده الماء إلا شعثا».

وقال ابن الأثير في النهاية (٢/ ٤٧٨): «إلا شعثا؛ أي: تفرقا، فلا يكون متلبدا» [وانظر: المجموع المغيث (٢/٢٠٢)].

• قلت: هكذا رواه عن عطاء: حميد بن قيس الأعرج المكي، وهو ليس به بأس، قال عنه أحمد مرة: ليس هو بقوي في الحديث [تقدمت ترجمته تحت الحديث رقم (٧٨٥) وقد خولف في إسناده عن عطاء:

• فقد رواه يحيى بن سعيد القطان [ثقة حجة، إمام ناقد، ومحمد بن بكر البرساني [ثقة]، وسعيد بن سالم القداح ليس به بأس]، ومسلم بن خالد الزنجي [ليس بالقوي]:

حدثنا ابن جريج، قال: حدثني عطاء: أخبرني صفوان بن يعلى [ثقة، من الثالثة]، عن أبيه يعلى بن أمية، وهو [يعلى بن منية: صحابي مشهور]، قال: بينما عمر يغتسل إلى بعير، وأنا أستر عليه بثوب، إذ قال لي: يا يعلى اصبب على رأسي الماء؟ قال: قلت: أمير المؤمنين أعلم، قال: والله ما أرى الماء يزيد الشعر إلا شعثا، قال: بسم الله، وأفاض على رأسه. لفظ يحيى [عند مسدد].

ولفظ سعيد بن سالم [عند الشافعي]: قال: أخبرني عطاء؛ أن صفوان بن يعلى أخبره، عن أبيه يعلى بن أمية، أنه قال: بينما عمر بن الخطاب يغتسل إلى بعير، وأنا أستر عليه بثوب، إذ قال عمر: يا يعلى أصبب على رأسي؟ فقلت: أمير المؤمنين أعلم، فقال عمر بن الخطاب: والله لا يزيد الماء الشعر إلا شعثا، فسمى الله، ثم أفاض على رأسه.

أخرجه الشافعي في الأم (٣/٣٦١/١٠٣٢)، وفي المسند (١١٧)، وفي القديم [عزاه إليه: البيهقي في المعرفة (٧/ ١٧٣/ ٩٧٠٣) وسعيد بن منصور عزاه إليه: ابن تيمية في

<<  <  ج: ص:  >  >>