المسيب، قال: لا بأس به. يعني: أن يكتحل المحرم بالصبر. وفيما عزاه ابن تيمية لأحمد: يكتحل المحرم بالصبر.
أخرجه ابن أبي شيبة (٨/٢٥/١٣٧٥٥ - ط الشثري)، وأحمد [عزاه إليه: ابن تيمية في شرح العمدة (٤/ ٥٤٥ - ط عطاءات العلم)، ولم يسق إسناده إلى ابن المسيب].
قلت: وهذا مقطوع على سعيد بن المسيب بإسناد لا بأس به، وهلال بن ميمون الجهني الرملي: ليس به بأس، له أحاديث أتى فيها بزيادات لم يتابع عليها، أو انفرد بأصلها، وثقه ابن معين، وقال النسائي: «ليس به بأس»، وقال أبو حاتم: «ليس بالقوي، يكتب حديثه»، وذكره ابن حبان في الثقات، وفي مشاهير علماء الأمصار، وقال في الأخير: «يخالف ويهم» [التهذيب (٤/ ٢٩١). الجرح (٩/ ٧٦). مشاهير علماء الأمصار (١٤٣٠)] [فضل الرحيم الودود، الحديث رقم (١٨٥ و ٦٥٢)].
قال أبو بكر الشاشي في حلية العلماء (٣/ ٣٠٥ - ط الرسالة الحديثة): «وسئل سعيد بن المسيب: أيكتحل المحرم؟ فقال: لا يكتحل؛ فإنه زينة».
- عن عطاء بن أبي رباح:
يرويه: وكيع بن الجراح [ثقة حافظ]، عن هشام بن الغاز [ثقة]، عن عطاء، قال: إذا اشتكى المحرم عينيه فليكحلهما بالصبر والحضض، ولا يكتحل بكحل فيه طيب.
أخرجه ابن أبي شيبة (٨/٢٦/١٣٧٥٦ - ط الشثري).
وهذا مقطوع على عطاء بإسناد صحيح، والحضض بضم الضاد وفتحها: قال الليث: «دواء يتخذ من أبوال الإبل»، وقيل: شيء تكحل به العين، وقال بعضهم: دواء معروف، وهو صمغ مر نحو الصبر والمر وما أشبههما، كذا قال ابن دريد [العين (٣/١٣). جمهرة اللغة (١/ ٩٩) و (٢/ ١٠٠٤). تهذيب اللغة (٣/ ٢٥٦). المحيط في اللغة (١/ ١٥٤). الصحاح (٣/ ١٠٧١). النهاية (١/ ٤٠٠)].
وانظر: شرح العمدة لابن تيمية (٤/ ٥٤٥ - ط عطاءات العلم).
وروي نحوه عن قتادة وأبي هاشم الرماني [أخرجه ابن أبي شيبة (٨/٢٦/١٣٧٥٨ - ط الشثري)].
- عن مجاهد بن جبر:
يرويه: غندر محمد بن جعفر، عن شعبة، عن منصور بن المعتمر، عن مجاهد؛ أنه كان يكره الكحل الأسود للمحرم. قال: فذكرت ذلك لإبراهيم، فقال: يكتحل بالذرور الأحمر.
أخرجه ابن أبي شيبة (٨/٢٦/١٣٧٥٩ و ١٣٧٦٠ - ط الشثري).
وهذا مقطوع على مجاهد وإبراهيم النخعي بإسناد صحيح.
ورواه أيضا من قول إبراهيم مقطوعا عليه بإسناد صحيح: أبو إسحاق الحربي في غريب الحديث (١/ ٢٥٢). [والذرور: ما يذر في العين من الدواء اليابس. العين (٨/ ١٧٥). تهذيب اللغة (١٤/ ٢٩١). المحيط في اللغة (٢/ ٣٩٤). النهاية (٢/ ١٥٧)].