(٤/ ٣٤٢): «ضمدهما بالصبر، أي: لطخهما». [وانظر أيضا: النهاية (٣/ ٩٩). جامع الأصول (٣/٤٨)].
وقال النووي في شرح مسلم (٨/ ١٢٤): «قوله: حتى إذا كنا بملل؛ هو بفتح الميم، بلامين، وهو موضع على ثمانية وعشرين ميلا من المدينة، وقيل: اثنان وعشرون، حكاهما القاضي عياض في المشارق.
قوله: اضمدهما بالصبر: هو بكسر الميم، وقوله بعده: ضمدهما بالصبر: هو بتخفيف الميم وتشديدها، يقال: ضمد، وضمد، بالتخفيف والتشديد.
وقوله: اضمدها بالصبر: جاء على لغة التخفيف، معناه اللطخ، وأما الصبر: فبكسر الباء، ويجوز إسكانها».
وقال الذهبي في الطب النبوي (١٦٢): «صبر: هو نبت يحصد ويعصر ويترك حتى يجف. وأجوده ما يجلب من سقطرى جزيرة بساحل اليمن.
حار يابس في الثانية، يدفع ضرر الأدوية إذا خلط معها، وينفع ورم الجفن، ويفتح سدد الكبد، ويذهب اليرقان، وينفع قروح المعدة ذرورا».
١٨٣٩ - قال أبو داود: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ابن علية، عن أيوب، عن نافع، عن نبيه بن وهب … بهذا الحديث.
حديث صحيح
• لم أقف على من أخرجه من هذا الوجه من حديث ابن علية عن أيوب السختياني.
• تابع إسماعيل بن علية [وهو ثقة ثبت، من أثبت الناس في أيوب السختياني]: معمر بن راشد [ثقة ثبت، لكنه ممن يهم في حديث أيوب، واحتمله الشيخان في حديث أيوب]:
أخرجه أحمد (١/ ٥٩/ ٤٢٢)، قال: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن أيوب [السختياني]، عن نافع، عن نبيه بن وهب، قال: أرسل عمر بن عبيد الله إلى أبان بن عثمان ﵁: أيكحل عينيه وهو محرم؟ أو بأي شيء يكحلهما وهو محرم؟ فأرسل إليه أن يضمدهما بالصبر، فإني سمعت عثمان بن عفان ﵁ يحدث ذلك عن رسول الله ﷺ. [الإتحاف (١١/٨/١٣٦٢٧)، المسند المصنف (٢٠/ ١٧٢/ ٩١٨٢)] [وانظر: التعجيل (٢/٤١/٧٧١)]
قلت: وهذا حديث صحيح.
هـ تنبيه: حديث: «لا ينكح المحرم، ولا ينكح، ولا يخطب» [ويأتي قريبا برقم (١٨٤١ و ١٨٤٢)]؛ يروى بهذا الإسناد، وقد اشتهر جدا من حديث نافع، ومن حديث أيوب السختياني، كما اشتهر أيضا من حديث أيوب بن موسى، ومن حديث ابن عيينة عن أيوب بن موسى، وفوق ذلك: فقد اشتهر أيضا من حديث نبيه بن وهب.