هذا أولى، والرواية عن ابن عباس في تزويج النبي ﷺ ميمونة وهو محرم: ثابتة صحيحة من غير هذا الوجه.
وقال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن كامل إلا عبد الله بن محمد بن المغيرة، وخالد بن عبد الرحمن المخزومي»، كذا قال، وإنما هو الخراساني أبو الهيثم، وأما خالد بن عبد الرحمن المخزومي المكي؛ فهو: متروك، ذاهب الحديث [انظر: التهذيب (١/ ٥٢٥). الميزان (١/ ٦٣٣)]
وقال ابن عدي: «هذا لا أعلم رواه عن كامل غير خالد، وقد خلط ابن عدي في ترجمته من الكامل بين الخراساني والمخزومي، ولم يفرق بينهما، والصواب التفريق. وقال السهيلي في الروض الأنف (٧/٣٠): وروى الدارقطني من طريق ضعيف: عن أبي هريرة؛ أنه تزوجها وهو محرم، كرواية ابن عباس». وكذا قال الزيلعي في نصب الراية (٣/ ١٧١)
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٤/ ٤٩١/ ٧٤٠٧): «رواه الطبراني في الأوسط، وفيه: عبد الله بن محمد بن المغيرة، وهو ضعيف»، قلت: بل آفته تفرد أبي العلاء به.
وقال ابن حجر في الفتح (٤/ ٥٢): «وقد اختلف في تزويج ميمونة، فالمشهور عن ابن عباس: أن النبي ﷺ تزوجها وهو محرم، وصح نحوه عن عائشة وأبي هريرة».
قلت: قد علمت أنه لا يصح من حديث عائشة، ولا من حديث أبي هريرة، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
٦ - حديث عبد الله بن جعفر:
يرويه: أبو داود الطيالسي [ثقة حافظ]، وآدم بن أبي إياس [ثقة]، ومعاوية بن هشام [صدوق]، وأسد بن موسى [صدوق]، والحارث بن النعمان [أبو النضر الحارث بن النعمان بن سالم الأكفاني الطوسي: قال الذهبي: «صدوق». الميزان (١/ ٤٥٥). التهذيب (ط دار البر - ٢/ ٧٧٠)]، قالوا:
حدثنا شيبان بن عبد الرحمن [النحوي: ثقة]، عن جابر بن يزيد [الجعفي]، عن محمد بن علي [محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو جعفر الباقر: ثقة، من الرابعة]، عن عبد الله بن جعفر؛ أن النبي ﷺ احتجم على قرنه بعد ما سم. لفظ الطيالسي [في مسنده، ومن طريقه: أبو نعيم في الطب، والمستغفري في الطب]. وفي رواية له [عند البزار]: أن النبي ﷺ احتجم على قرن رأسه وهو محرم. وأخاف أن يكون الوهم فيه من البزار.
ولفظ آدم [عند الطبري، وابن قانع، والطبراني في الأوسط]، ومعاوية [عند أبي نعيم (٥٦٦)]: قال: احتجم رسول الله ﷺ على قرنه بعد ما سم.
ولفظ أسد [عند الطبراني في الكبير]: أن النبي ﷺ احتجم بعدما سم. أخرجه الطيالسي (٢/ ٢٨٨/ ١٠٣٠)، والبزار (٦/ ٢٠٣/ ٢٢٤٤)، وأبو يعلى
