قلت: إنما رواه مالك في الموطأ، عن نافع، عن ابن عمر، أنه احتجم وهو صائم، ثم ترك ذلك، فكان إذا صام لم يحتجم حتى يفطر.
أخرجه مالك في الموطأ (١/ ٤٠١/ ٨١٨ - رواية يحيى الليثي)، وعلقه البخاري في صحيحه بصيغة الجزم قبل الحديث رقم (١٩٣٨). [وهو موقوف على ابن عمر بإسناد صحيح] [تقدم تخريجه بطرقه في الشاهد الثاني، حديث ابن عمر].
هـ - عروة بن الزبير، عن عائشة:
يرويه: محمد بن عمر [الواقدي]: ثنا محمد بن عبد الله - هو: ابن أخي الزهري ـ، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة؛ أن رسول الله ﷺ احتجم وهو صائم.
أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده (٤/ ٥٦٢/ ٢٥٨٧) (١/ ٤١٦/ ٣٢٧ - بغية الباحث) (٦/ ١٣٧/ ١٠٧١ - مطالب).
قلت: وهذا حديث باطل من حديث الزهري، تفرد به عن ابن أخي الزهري: محمد بن عمر الواقدي، وهو متروك، واتهم، يروي أحاديث لا أصل لها.
وإنما يعرف نحو هذا فيما رواه مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه؛ أنه كان يحتجم وهو صائم، ثم لا يفطر. قال هشام: وما رأيته احتجم قط إلا وهو صائم.
أخرجه مالك في الموطأ (١/ ٤٠١/ ٨٢٠ - رواية يحيى الليثي) (٦٢٣ - رواية القعنبي) (٨٤٠ - رواية أبي مصعب) (٨٣٣ - رواية ابن بكير) (٤٧٤ - رواية الحدثاني) (٣٥٧ - رواية الشيباني). وعنه: الشافعي في الأم (٣/ ٢٣٩/ ٩١٥)، ومن طريقه: البيهقي في المعرفة (٦/ ٨٨٧٠/ ٣٢١)
وهذا مقطوع على عروة بإسناد صحيح.
ورواه أيضا: ابن جريج، وعبيد الله بن موسى، وأبو أسامة حماد بن أسامة [وهم ثقات]: عن هشام بن عروة، عن أبيه؛ أنه كان يحتجم وهو صائم، ثم لا يفطر.
أخرجه عبد الرزاق (٤/ ٥١٠/ ٧٧٨٠ - ط التأصيل الثانية)، وابن أبي شيبة (٦/١٤/٩٥٨٤ - ط الشثري).
وهذا مقطوع على عروة بإسناد صحيح.
٤ - حديث أبي أمامة:
يرويه: أبو كريب [محمد بن العلاء: ثقة حافظ]، قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن [أحمد بن عبد الرحمن بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى القاضي: ذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه: أبو كريب. الثقات (٨/٦)]، عن عباد بن عباد، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن النبي ﷺ أنه احتجم من ألم وجده برأسه وهو محرم، وضعه على الذؤابة بين القرنين.
أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١/ ٥٢٥/ ٨٣٣ - مسند ابن عباس).
