قلت لأبي عاصم: أنت أمليت علينا هذا من الرقعة ليس فيه: عائشة؟ فقال: دع عائشة حتى أنظر فيه. لفظ النسائي. وعند البيهقي: قال: دعوا عائشة حتى أنظر فيه. قال عمرو: فسمعت بعض أصحابنا يقول: قال أبو عاصم: فنظرت فيه فوجدته مرسلا.
ولفظ الخطيب: عن ابن أبي مليكة؛ أن رسول الله ﷺ تزوج ميمونة وهو محرم. قال أبو حفص: فلما كان بعد؛ قال: عن عائشة؛ فقلت لأبي عاصم: أنت أمللته علينا من الدفتر وليس فيه: عائشة؟ فقال: دعوا عائشة حتى أنظر فيه.
أخرجه النسائي في الكبرى (٥/ ١٨٤/ ٥٣٨٨)(٦/ ٢٠٥/ ٥٥٩٩ - ط التأصيل)، والبيهقي (٧/ ٢١٢)، والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (٢/١٢/١٠٢٨). [التحفة (١١/ ٢٧١/ ١٦٢٥٥)، المسند المصنف (٣٨/٤٠/١٨١٣٤)].
قلت: ورواية أبي حفص الفلاس قد أبانت عن علة هذا الحديث؛ فإن أبا عاصم النبيل حدث به قديما من كتابه مرسلا، ليس في ذكر عائشة، ثم إنه وهم بعد ذلك، فكان يحدث به من حفظه موصولا، وأخذه عنه موصولا ثقات الناس، فلما راجعه أبو حفص فيه، توقف حتى ينظر في كتابه فوجده كما حدث به قديما: مرسلا، والله أعلم.
لذا قال البخاري لما سأله الترمذي عن هذا الحديث:«يروون هذا الحديث عن ابن أبي مليكة مرسلا».
فهو مرسل بإسناد صحيح، والمرسل ليس بحجة.
ج - عكرمة، عن عائشة:
• يرويه: يونس بن محمد المؤدب [ثقة ثبت]: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، عن عائشة ﵂؛ أن رسول الله ﷺ تزوج [ميمونة] وهو محرم. أخرجه ابن صاعد في الرابع من حديثه (٢٧)، وابن الأعرابي في المعجم (١١٧)، وأبو علي ابن شاذان في الرابع من حديث ابن السماك (٢٢)، وأبو موسى المديني في ذكر ابن منده (٢١).
وهذا حديث شاذ، والمحفوظ فيه: من مسند ابن عباس.
• فقد رواه حماد بن زيد وعنه: عارم أبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي، وسليمان بن حرب، ومسدد بن مسرهد، وقتيبة بن سعيد، وعباس بن الوليد النرسي، وهم ثقات، وفيهم جماعة من أثبت الناس في حماد، وإسماعيل بن علية [حماد، وابن علية: هما أثبت الناس في أيوب]، ووهيب بن خالد [ثقة ثبت، من أثبت أصحاب أيوب]، وعبد الوارث بن سعيد [ثقة ثبت، من أثبت الناس في أيوب]، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي [ثقة ثبت، من أصحاب أيوب المكثرين عنه]، ومعمر بن راشد [ثقة ثبت، ممن يهم على أيوب]، وغيرهم:
حدثنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس؛ أن رسول الله ﷺ تزوج ميمونة وهو محرم. لفظ حماد بن زيد [عند أبي داود، والترمذي وابن سعد]، وفي رواية له [عند]