[وانظر: التوضيح لابن الملقن (١٢/ ٤١٦). الفتح لابن حجر (٩/ ١٦٦)]
قلت: هذا قلب للموازين، وما قاله أبو علي النيسابوري الحافظ، والدارقطني، والبيهقي، هو الصواب:
فقد وصله: معلى بن أسد [ثقة ثبت]، وإبراهيم بن الحجاج النيلي [ثقة]، قالا: حدثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة.
وخالفهما: مسدد بن مسرهد [ثقة ثبت]، وخالد بن يوسف السمتي [ضعيف]، قالا: حدثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن أبي الضحى، عن مسروق مرسلا.
ثم رواه مرسلا أيضا وزاد في الإسناد شباكا: عبد الرحمن بن مهدي [وهو: ثقة حجة، إمام ناقد، وهو أثبت من روى هذا الحديث]، فقال: حدثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن شباك، عن أبي الضحى، عن مسروق مرسلا. [وهذا الوجه أخرجه النسائي، فهو محفوظ مشتهر].
ثم رواه مرسلا أيضا وزاد في الإسناد شباكا: الحسن بن صالح بن حي [ثقة متقن]، وجرير بن عبد الحميد [ثقة]: فروياه عن مغيرة، عن شباك، عن أبي الضحى، عن مسروق مرسلا. [وهذا الوجه أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، فهو محفوظ مشتهر].
فالذين أرسلوه أكثر عددا، وأعلى ضبطا وحفظا وإتقانا ممن وصلوه، وروايتهم أكثر شهرة في المصنفات والسنن من رواية من وصله.
هـ ومما يؤكد هذا المعنى، أن مسروقا لم يكن عنده في ذلك عن عائشة: ما رواه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير [ثقة، من أثبت الناس في الأعمش، وأكثرهم عنه رواية وملازمة عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال: يحتجم المحرم، ولا يحتجم الصائم.
أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ٣٧٤/ ١٥٢٢٠ - ط الشثري).
وهذا مقطوع على مسروق قوله، بإسناد صحيح، وهو على شرط الصحيح. [ويأتي ذكر بقية طرقه في الآثار عن مسروق].
ب - ابن أبي مليكة، عن عائشة:
يرويه: علي بن نصر بن علي [الجهضمي: ثقة حافظ]، والحسن بن علي [الحسن بن علي بن محمد الهذلي أبو علي الخلال الحلواني: ثقة ثبت حافظ]، وأحمد بن عمرو بن عبيدة [أبو العباس القلوري العصفري، جار علي بن المديني: ثقة. التهذيب (١٥/ ٣٩٤ - ط دار البر). التقريب]، قالوا:
حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد: ثقة ثبت]، عن عثمان بن الأسود، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة: أن النبي ﷺ احتجم وهو محرم. لفظ أحمد بن عمرو [عند البزار].
ولفظ الجهضمي [عند الترمذي]: أن النبي ﷺ تزوج ميمونة وهو محرم. ولفظ الحلواني [عند البيهقي]: أن النبي ﷺ تزوج وهو محرم.